أعمل في عملٍ يتطلَّب مني أحيانًا العملَ حتى الثامنة مساءً، وعندما أعود للبيت أنام قليلًا حتى أصحو قبل الفجر لصلاة العشاء. فما هو وقت صلاة العشاء؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فجزاك اللهُ خيرًا على حرصك وتحرِّيك، ونودُّ أن تعلمَ أنه يُكره النَّوْمُ قبل صلاة العشاء؛ إذ لا نوم قبلها ولا سمر بعدها(1)، فخيرٌ لك أن تصبرَ نفسك قليلًا حتى تؤدِّي صلاة العشاء ثم تنعم بعدها بنومٍ قد أدَّيت قبله واجبك تجاه ربِّك، فيُبارك لك في سويعات نومك وإن كانت قليلةً.
أمَّا وقت صلاة العشاء فإن الظَّاهِر من النُّصوص أن وقتَ العشاء إلى نصف الليل، ولا يمتدُّ وقتها إلى طلوع الفجر؛ لأنه خلافُ ظاهر القُرْآن وصريحِ السنة؛ حيث قال اللهُ تعالى: ﴿أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ ﴾[الإسراء: 78]، ولم يقل: إلى طلوع الفجر.
وصرَّحت السنةُ بأن وقتَ صلاة العشاء ينتهي بنصف الليل، كما في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص ب أن النَّبيَّ ﷺ قال: «وَقْتُ الظُّهْرِ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ وَكَانَ ظِلُّ الرَّجُلِ كَطُولِهِ مَا لَـمْ يَحْضُرَ الْعَصْرُ، وَوَقْتُ الْعَصْرِ مَا لَـمْ تَصْفَرَّ الشَّمْسُ، وَوَقْتُ صَلَاةِ الْـمَغْرِبِ مَا لَمْ يَغِبِ الشَّفَقُ، وَوَقْتُ الْعِشَاءِ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ الْأَوْسَطِ»(2)، وفي روايةٍ: «وَوَقْتُ الْعِشَاءِ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ»(3)، ولم يُقيِّده بالأوسط.
فوقتُ العشاء ينتهي عند نصف الليل. زادك اللهُ حرصًا وتوفيقًا، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

_______________

(1) أخرجه ابن ماجه في كتاب «الصلاة» باب «النهي عن النوم قبل صلاة العشاء وعن الحديث بعدها» حديث (702)، وأبو داود الطيالسي في «مسنده» (1/202) حديث (1414)، والبيهقي في «الكبرى» (1/451) حديث (1962). من حديث عائشة ل قالت: ما نام رسول الله ﷺ قبل العشاء ولا سمر بعدها. وذكره الكناني في «مصباح الزجاجة» (1/88) وقال: «هذا إسناد صحيح رجاله ثقات».

(2) أخرجه مسلم في كتاب «المساجد ومواضع الصلاة» باب «أوقات الصلاة الخمس» حديث (612) من حديث عبد الله بن عمرو.

(3) نفس التخريج السابق.