هل يجوز لإدارة المسجد ترتيبُ نشاطِ سباحة للبنات؟ مع العلم أن المكان مغلق، وفيه خصوصية، وهناك شروط للملابس لمنع التعري. جزاكم الله خيرًا.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإذا توافرت الشروط الشرعية في هذا النشاط، من كون المسبَح معزولًا، فلا يصل إليه الرجال، ومن الالتزام بستر العورات، ومن وجود الإشراف الدقيق من إدارة المسجد على ذلك؛ منعًا لأي مفاسد مُحتملة، فأرجو ألا حرج في ذلك لمن أرادت.
أما حديث الوعيد على نزع المرأة ثيابها في غير بيت زوجها فهو حديث صحيح، أخرجه غير واحد من أئمة الحديث: فقد أخرج أبو داود والترمذي وغيرهما: أن نسوة من أهل حمص استأذن على عائشة، فقالت: أنتن من اللواتي يدخلن الحمامات؟ سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم  يقول: «أَيُّمَا امْرَأَةٍ وَضَعَتْ ثِيَابَهَا فِي غَيْرِ بَيْتِ زَوْجِهَا فَقَدْ هَتَكَتْ سِتْرَ مَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ الله»(1).
ولكن مقصوده مَن نزعت ثيابها في رِيبَة، وتكشفت للأجنبي لينال منها ما حرَّمه الله عز وجل ، نظرًا أو مباشرة.
قال الـمُناوي في شرحه لهذا الحديث: «والظاهر أن نزعَ الثياب عبارة عن تكشُّفها للأجنبي لينال منها الجماع أو مُتعَتَه، بخلاف ما لو نزعت ثيابها بين نساء مع المحافظة على ستر العورة، إذ لا وجه لدخولها في هذا الوعيد»(2). اهـ. والله تعالى أعلى وأعلم.

ـــــــــــــــــــــــ

(1)أخرجه أحمد في «مسنده» (6/173) حديث (25446)، وأبو داود في كتاب «الحمام» حديث (4010)، والترمذي في كتاب «الأدب» باب «ما جاء في دخول الحمام» حديث (2803)، وابن ماجه في كتاب «الأدب» باب «دخول الحمام» حديث (3750)، والحاكم في «مستدركه» (4/321) حديث (7780). وقال الترمذي: «حديث حسن»، وذكره الألباني في «السلسلة الصحيحة» حديث (3442).
(2) «فيض القدير» (3/147).