النوم بعد صلاة المغرب وتأخير صلاة العشاء

ما رأي حضراتكم في تأخير صلاة العشاء إلى آخر الثلث الأوَّل من وقتها وأدائه جماعة مع زوجتي في المنزل؟ مع العلم بأنه يُمكنني أداؤها مع الجماعة في المسجد وذلك لعلمي بأنه أفضل وقتها.

وما رأيكم في أنني أحيانًا أشعر بالتعب والنعاس بعد صلاة المغرب فأنام حتى أستريح ثم أستيقظ فأصلي جماعة مع زوجتي؟ أفيدوني تفصيلًا للأمر أفادكم الله.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فلا شيء يعدل صلاة الجماعة، وقد قال ربُّك جلَّ وعلا: ﴿وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾ [البقرة: 43]، وفي الصَّحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم  أنه قال: «لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِالصَّلَاةِ فَتُقَامَ، ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا فَيُصَلِّيَ بِالنَّاسِ، ثُمَّ أَنْطَلِقَ مَعِي بِرِجَالٍ مَعَهُمْ حِزَمٌ مِنْ حَطَبٍ إِلَى قَوْمٍ لَا يَشْهَدُونَ الصَّلَاةَ فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ بِالنَّارِ»(1).
وقال ابن مسعودٍ t: من سرَّه أن يلقى اللهَ غدًا مسلمًا فَلْيُحافظ على هؤلاء الصَّلَوات حيث يُنادى بهن؛ فإن اللهَ شرع لنبيِّكم صلى الله عليه وسلم  سننَ الهدى، وإنهن من سنن الهدى، ولو أنكم صلَّيتم في بيوتكم كما يُصلِّي هذا المتخلِّف في بيته لتركتم سنةَ نبيِّكم، ولو تركتم سُنَّة نبيكم لضللتم، وما من رجلٍ يتطهَّر فيُحسن الطُّهور ثم يعمد إلى مسجدٍ من هذه المساجد إلا كتب الله له بكلِّ خطوةٍ يخطوها حسنةً ويرفعه بها درجةً ويحطُّ عنه بها سيئةً، ولقد رأيتنا وما يتخلَّف عنها إلا منافقٌ معلوم النِّفاق، ولقد كان الرَّجُل يُؤتَى به يُهادى بين الرَّجُلين حتى يُقام في الصف(2).
وفضيلة تأخيرها لا تعدل فضيلةَ إقامتها مع الجماعة ولا تُعوِّضها، ولا ينبغي لك أن تنام قبل صلاة العشاء؛ لما ورد من النَّهْي عن النوم قبلها والسَّمَر بعدها، اللَّهُمَّ إلا إذا شعرتَ بالإعياء والجهد وعجزت عن مغالبة ذلك فأرجو أن تكونَ في دائرة السعة والرُّخْصة. زادك اللهُ حِرْصًا وتوفيقًا. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

ــــــــــــــــــ

(1)متفق عليه.
(2) أخرجه مسلم (654).

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   02 الصلاة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend