في كندا، الحرص على الصَّلاة في وقتها يطرح إشكالية بالنِّسْبة للطلبة الذين يدرسون في مؤسَّسات تعليمية غير الجامعات، ففي هذه الأخيرة تكون غرف خاصة بالصَّلاة جاهزة، لكن في مؤسَّسات أخرى لا توجد أماكن للصلاة، فيضطر الطلبة ذوي السَّيَّارات إلى الصَّلاة في سياراتهم قاعدين.

فهل يجوز صلاة الفريضة قاعدًا رغم أن القيام لها من أركانها؟ فإن كان غير جائز، فكيف ستؤدى الصَّلاة في وقتها؟ وفي أي مكان؟ علمًا أن الأرض تكون مكسوَّةً بالثلوج، وأن هذه المؤسَّسات تغلق القاعات بمجرد انتهاء الدروس. جزاكم الله خيرًا.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن القيامَ كما تفضَّلت من أركان الصَّلاة، ولكنَّه يَسُقط عند العجز، فإذا كان الحالُ كما ذكرت من عدم تيسر أماكن لإقامة الصَّلاة بعد انتهاء الدروس وإغلاق مقارِّ التدريس، وأن الأرضَ تكون مكسوة بالثلوج، وأنه لا يتيسر أن تذهَبَ إلى مكان آخر لإقامة الصَّلاة قبل خروج وقتها، فإن ما عجزت عنه من القيام يسقط التَّكْليف به؛ لأن اللهَ جل وعلا لا يكلِّف نفسًا إلا وسعها(1)، ويصح في هذه الحالة أداء الصَّلاة وأنتم جلوس داخل السَّيَّارة. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

ـــــــــــــــــــــــ

(1) قال تعالى: ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾ [البقرة: 286].