أنا مبتعثٌ للدراسة في الغرب وبرفقتي زوجتي، ورغم علمي بشروط الحجاب، لديَّ استفسار في التطبيقات المحتشمة كما رأيت: لو اختارت زوجتي الحجابَ من دون النِّقاب هنا لكونه أبعدَ عن النَّظَراتِ المحرجة وأمنًا لنفسها، هل يجوز لي شرعًا كزوجٍ إرغامُها على النِّقاب إن كان هو قناعتي؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فمن المعلوم أن الزَّوجَ يُطاع في موارد الاجتهاد، ولما كان سترُ الوجه قضيةً اجتهادية فإن الزَّوجَ يُطاع فيها، وله الحقُّ في إمضاء اختياره على أهله، ولكن لا ننصحك بذلك، بل ننصحك بتدارس الأمر معها، وأن يكونَ مبنى موقفها على البينات الشَّرْعيَّة وليس على مُجرَّد القوامة الزَّوجيَّة، لاسيَّما مع ما تتعرَّض له النسوة خارج ديار الإسلام من مضايقات تقتضي الرِّفق بهن عند ممارسة القوامة، التي جعلت الشَّريعة مبناها على المحاورة والتشاور، وليس على مُجرَّد القهر والتسلط. زادَك اللهُ حِرْصًا وتوفيقًا. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
