مشاركة أرباب ديانات أخرى في مجالسهم

هل يجوز للمسلم المشاركة في المجالس التي تقدم فيها الخمور، ويجتمع الناس فيها من ديانات متعددة ويصلون لآلهة متعددة؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
الأصل في هذه المجالس هو الاجتناب، فـ «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِالله وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلَا يَجْلِسُ عَلَى مَائِدَةٍ يُدَارُ عَلَيْهَا الْـخَمْرُ»»(1). ومن صفات عباد الرحمن أنهم لا يشهدون الزور ومجالسه: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا﴾ [الفرقان: 72].
وأحد التفسيرين في شهادة الزور أنها شهادة مجالس الإثم من الشرك أو المعصية، ويبقى للضرورة حكمها، على أن تقدر بقدرها ويسعى في إزالتها.
ومن أمثلة الضرورة أن تحمل سياسات الشركة موظفًا من موظفيها على حضور بعض المؤتمرات أو الندوات العلمية التي تقدم فيها هذه المحرمات، فيجتهد المسلم في اختيار مائدة أو مكان في الاجتماع لا تُدار عليه هذه المحرمات. والله تعالى أعلى وأعلم.
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه أحمد في «مسنده» (3/339) حديث (14692)، والترمذي في كتاب «الأدب» باب «ما جاء في دخول الحمام» حديث (2801)، والدارمي في كتاب «الأشربة» باب «في النهي عن القعود على مائدة يدار عليها الخمر» حديث (2092)، والحاكم في «مستدركه» (4/320) حديث (7779)، من حديث جابر بن عبد الله ب، وقال الترمذي: «حديث حسن»، وقال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه»، وحسنه الألباني في «صحيح وضعيف سنن الترمذي» (2801).

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   10 متفرقات في العقيدة.

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend