مخالطة أهل الفجور والمعاصي للضرورة

أنا طالب أريد السَّفَر من أجل الدِّراسة في أمريكا، ولكي تقبلني الجامعة التي سأدرس فيها يجب أن يكونَ لدي شهادة التويفل، ولكنني ليست لدي هذه الشَّهادة؛ لذلك يجب عليَّ أن أدرس في أحد معاهد اللُّغَة الإنجليزية في أمريكا، ويُسمَّى (Kaplan aspect) وأعمل امتحانًا في أمريكا حتى أحصل على هذه الشَّهادة وأتمكَّن من دخول الجامعة.
وكما تعلمون عندما تنضمُّ إلى أحد المعاهد سيضعونك مع عائلة، وأنا خائف من أن تكون هذه العائلة تشرب الخمر وتأكل لحم الخنزير وتفعل غيرها من الـمُحرَّمات، وكذلك في مبنى المعهد أنا خائفٌ من أن يكونَ هناك مُحرَّمات كالخمر ولحم الخنزير وغيرها.
وعندما راسلتُ المعهد طلبت منهم أن يضعوني مع عائلة تفهم الإسلام، ولكنهم قالوا لي: إننا سنحاول البحث عن عائلة ولكننا لا نعدك بشيء. وأنا في حيرة من أمري ولا أعرف ماذا أفعل، فهل الانضمام إلى هذا المعهد والدِّراسة فيه بالظُّروف المذكورة حلال أو حرام؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمَّا بعد:
فإن الأصلَ ألا تضع نفسك في مواقع الفتن، وألا تخالط أهل الفجور والمعاصي إلا لضرورة، فإن اضطُررت إلى شيء من ذلك كان عليك أن تتقي الله ما استطعت.
ولكن يبقى السُّؤال السَّابق لذلك: ما مدى حاجتك إلى هذه الدِّراسة من حيث المبدأ؟ وهل يقوم غيرها مقامها؟ أم لابد لك منها؟ وما مدى كون هذه الجهة متعينة لتعلم اللُّغَة؟ وهل توجد بدائل أخرى أم لا؟
والخُلَاصة أن ما اضطُررت إليه اتَّقِ الله فيه ما استطعتَ، ونَسْألُ اللهَ لنا ولك التَّوفيق، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   10 متفرقات في العقيدة.

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend