قول العامة: «الله لا يُغيِّر علينا»

(الله لا يُغيِّر علينا)، هذه الجملة تتردَّد على ألسنةِ كثيرٍ من المنتفعين من أيِّ نظامٍ أو حالٍ دون النَّظَر إلى الآخرين، وتلك الجملةُ هي الرَّدُّ الشافي على السَّاخطين من بعض الأوضاع التي يتمنَّون أن تتغيَّر إلى الأفضل، أمَّا أولئك فهم يُريدون أن تبقى الحال على ما هي عليه، حتى النِّعم يرفضون ازديادها، فهم لا يَرَون إلا أنفسهم، وحسب منطقهم: أنا صحيحٌ فلا حاجة لتحسين الخدمات الطبية، وهكذا. فما رأي الدِّين في العبارة، وفيما يُردِّدونه؟ وشكرًا.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فنُقدِّر لك غَيْرتك وتطلُّعك إلى إغاثة المكروبين واستصلاح أحوال البلاد والعباد، ولكن ما ذكرته هو أحد التَّفْسيرين لهذه العبارة التي تحتمل تأويلًا آخر، وهو الدَّعوة بدوام النعم وعدم زوالها، والدَّعْوة بالتَّوفيق إلى الطَّاعات التي تستلزم دوام النِّعم وعدم تحوُّل العافية، فيكون هذا من جنس ما جاء في بعض الأدعية المأثورة من التَّعوُّذ من فجاءة النقمة وتحوُّل العافية وزوال النعمة(1)، وقد قال تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ [الأنفال: 53]، والأصل هو حَمْل كلمات المسلم على أحسن محاملها. زادك اللهُ برًّا وتوفيقًا. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
ــــــــــــــــــــــــــ
(1) فقد أخرج مسلم في كتاب «الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار» باب «أكثر أهل الجنة » حديث (2739) من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه ؛ قال: كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم : «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ وَجَمِيعِ سَخَطِكَ».

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   10 متفرقات في العقيدة.

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend