حكم قول: يا سيد فلان. لغير المسلم

أرجو من فضيلتكم إجابتنا في حكم قول: يا سيد فلان، أو يا أستاذ أو Mr او Sir أو Dear Sir في الكلام المباشر وعند إرسال الخطابات، خاصة التي تتسم بالطابع الرسمي، مثل الرسائل التي تُرسل لمديري الشركات الأجنبية بصيغة Dear Sir وما إلى ذلك؟ وجزاكم اللهُ عنا وعن المسلمين كل خير.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فلا ينبغي أن يقال لظاهر الفسق أو الكفر: سيد؛ لما ورد من قوله صلى الله عليه وسلم : «لَا تَقُولُوا لِلْمُنَافِقِ: سَيِّدُنَا»(1).
ولا يتنافى هذا مع الندب إلى الإحسان في التَّعامل مع عموم الخلق، كما قال تعالى: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾ [البقرة: 83].
ولا بأس بكلمة يا أستاذ أو دكتور أو مدير أو نحو ذلك من الألقاب التي تعارف النَّاس على إطلاقها على من تقلدوا مناصب بعينها.
فقد كان صلى الله عليه وسلم  يعظم كلَّ عظيمٍ في قومه، وأمر بإنزال النَّاس منازلهم(2).
مع مراعاة أن كثيرًا من الكلمات قد فقدت مدلولها اللغوي الذي من أجله ورد النهي، وأصبحت مجرد طريقة في الخطاب، تطلق على عموم النَّاس، كبيرهم وصغيرهم، جليلهم وحقيرهم، ولم تَعُد تحمل ما تحمله الدِّلالة اللغوية لها من معانٍ ومفاهيم، وهذا مما يجعل الأمر أهون؛ لأن الألفاظ قوالب للمعاني، لا تُراد لذاتها، وإنما لمضمونها، فإذا فقدت بعض الألفاظ دلالتها اللغوية أو جزءًا منها فإن لهذا أثره في إجراء الأحكام. والله تعالى أعلى وأعلم.
ــــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه أحمد في «مسنده» (5/346) حديث (22989)، وأبو داود في كتاب «الأدب» باب «لا يقول المملوك: ربي وربتي» حديث (4977)، والنسائي في «الكبرى» حديث (10073). من حديث بريدة بن الحصيب ، وذكره العراقي في «تخريج أحاديث الإحياء» (2/836) وقال: «أبو داود من حديث بريدة بسند صحيح»، والعجلوني في «كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس» (2/484) وقال: «رواه أبو داود بإسناد صحيح عن بريدة»، وابن مفلح في «الآداب الشرعية» (3/440) وقال: «أخرجه أبو داود وأحمد وهو صحيح»، والمنذري في «الترغيب والترهيب» (3/359) وقال: «رواه أبو داود والنسائي بإسناد صحيح».
وأخرجه الحاكم في «مستدركه» (4/347) حديث (7865) من حديث بريدة بن الحصيب رضي الله عنه  بلفظ: «إذا قال الرَّجُل للمنافق: يا سيد. فقد أغضب ربَّه تبارك وتعالى». وقال: «حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه».
(2) فقد أخرج أبو داود في كتاب «الأدب» باب «في تنزيل الناس منازلهم» حديث (4843) من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم  قال: «إِنَّ مِنْ إِجْلَالِ الله إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْـمُسْلِمِ، وَحَامِلِ الْقُرْآنِ غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ وَالْـجَافِي عَنْهُ، وَإِكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ الْـمُقْسِطِ»، وذكره ابن حجر في «تلخيص الحبير» (2/118) وقال: «إسناده حسن»، والعراقي في «تخريج أحاديث الإحياء» (1/491) وقال: «إسناد حسن».

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   10 متفرقات في العقيدة.

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend