أنا شاب أحمل الجنسية الألمانية، وأنا أصلًا مصري ومسلم، فما حكم التحاقي بالجيش الألماني؟ وما حكم عملي في مجال الأسلحة النووية مع الألمان؟ برجاء إفادتي لأن الأمر هام جدًّا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن الجيوش تعد لمهمة، وهي الدفاع عن الأوطان وعن مصالحها العامة وقيمها العليا التي تدين بها من ناحية، وقد يستعان بها في أعمالٍ إغاثية بحتة عند الاقتضاء من ناحية أخرى، ولا يُجيز الإسلام الاشتراك في حروبٍ ظالمة، سواء أقام بها مسلمون أم قام بها غير مسلمين، كما أنه لا يمنع من نصرة المظلومين والضرب على أيدي المعتدين، سواء أكانوا من المسلمين أم من غير المسلمين، على أن تكون للمسلم في ذلك نية صالحة وهي نصرة الحق والدفاع عن المستضعفين، والضرب على أيدي المعتدين، واكتساب الخبرات اللازمة لذلك، وأن يكون ذلك كله ابتغاء وجه الله عز وجل .
فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم : الرجلُ يُقاتِل شجاعةً، والرجل يقاتل حَميَّةً، والرجل يُقاتِل ليُرَى مكانه، فمَن في سبيل الله؟ فقال: «مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ الله هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ الله»(1).
وأن يكون الإطار الذي يتحرك فيه مما يُعينه على ذلك، ويعسر المحافظة على هذه المنظومة من القيم خارج إطار الجيوش التي تُعَدُّ في بلاد المسلمين، فلكي لا تنقض عهدك، ولكي لا تخفر ذمتك، لا ننصحك بالدخول في هذه المضايق، التي ربما تحملك يومًا ما على أن تقف موقفًا لا ترتضيه ديانةً، ولا تستسيغه خلقًا ومروءةً، وفيما وراء ذلك من الأعمال مُتَّسعٌ، ولا شيء يعدل السلامة. والله تعالى أعلى وأعلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) متفق عليه: أخرجه البخاري (3126)، ومسلم (1904).