أستحلفك بالله أن تُجيب عن سؤالي: لقد وَدَّعَتني الأرضُ والحَجَرُ، وأنا لستُ صوفيًّا، وإنما كنت في أرض مُغتصَبةٍ وأنصر دِينَ الله، أُريد أن أعرفَ هل ذلك من الله أم من تلاعب شياطين الجنِّ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن الكرامةَ هي لزوم الاستقامة، فما أكرم اللهُ عبدًا من عباده بمثل أن يوفِّقه إلى الاستقامة وملازمة الطاعة، أمَّا خرق العادات فقد يجري ذلك على أيدي الصَّالِحين كما يجري على أيدي السحرة والكذَّابين، واعتَبِرْ في ذلك بخبر الدَّجَّال وما جاء فيه مما يُجريه الله على يديه من الخوارق والغرائب(1)، فاصرفِ النَّظَرَ عن التفكير في هذه الخوارق، وليكن همُّك الطاعةَ والاستقامة، فإن رُزقت ذلك فأرجو أن تكونَ من سبقت لهم من الله الحسنى والكرامة. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
ــــــــــــــــــــــ
(1) ففي الحديث المتفق عليه؛ الذي أخرجه البخاري في كتاب «الحج» باب «لا يدخل الدجال المدينة» حديث (1882)، ومسلم في كتاب «الفتن وأشراط الساعة» باب «في صفة الدجال وتحريم المدينة عليه وقتله» حديث (2938)، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، قال: حدثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يومًا حديثًا طويلًا عن الدجال، وفيه: «فَيَقُولُ الدَّجَّالُ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ قَتَلْتُ هَذَا ثُمَّ أَحْيَيْتُهُ أَتَشُكُّونَ فِي الْأَمْرِ؟ فَيَقُولُونَ: لَا. قَالَ: فَيَقْتُلُهُ ثُمَّ يُحْيِيهِ».