شيخي هل هذا الكلام صحيح؟
«ونقول: لك أن تقول هذا، فتلاحظ في معنى الاستواء الوارد في الآيات والقرائن والملابسات، وذكر الخلق والتدبير والتصريف، ونفي الشفعاء في معظم الآيات التي ورد فيها الاستواء، ولم يجئ ذلك عبثًا، وإنما جاء لرابطة بين المعاني الواردة في الآية، فتعتقد أن المرادَ بالاستواء على العرش مطلق التدبير والتصرف، وتصرفه تصرفًا تامًّا عن معناه الذي يُوهِم التشبيه.
ولك أن تتوقف مبالغة في الورع فتقول: نمرُّه كما جاء من غير تكيف، ولا تشبيه ولا تعطيل.
ولكلٍّ من الموقفين موضعُه، فأنت إذا خفتَ على نفسك أو غيرك شبهةَ التَّشبيه فأمامك المعنى الأول يثلج الصدر ويُطمئن القلب، ولا ينافي مع ظاهر اللغة ولا يقدح في جلال الصفة».
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فنقدر نبل الباعث على هذا القول، ولكن الذي عليه أهل الحق هو قول مالك رحمه الله: «الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة»(1).
ولا مانع بعد إثبات الصفة على هذا النحو أن تفهم من لوازمها ما أورده هذا القول من مطلق التدبير والتصرف، فهذا القول هو من لوازم هذه الصفة وليس متنافيًا مع إثباتها، بحيث يكون أحد القولين بديلًا من الآخر. والله تعالى أعلى وأعلم.
___________________
(1) انظر «الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيراوني» من كتب المالكية (1/46-52).