هل من الصواب أن يقولَ الإنسان: أنا أعبد الله لأني أحبه وأصلي وأصوم لأني أحبه، وليس لأني أخاف منه. فهل هذا صواب؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن هذه العبارة ليست دقيقة، فإن اللهَ جلا وعلا كما تعبَّد عباده بمحبته تعبَّدهم بالخوف منه، فإن الخوف من الله جل وعلا من أجلِّ مقامات العبودية، قال تعالى: ﴿وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ﴾ [الرحمن: 46] وقال تعالى: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾ [النازعات: 40- 41].
وقال تعالى مادحًا عباده الصَّالحين: ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا﴾[السجدة: 16] أي: خوفًا من عقابه وسخطه وطمعًا في ثوابه ومرضاته.
وقال تعالى واصفًا ملائكته: ﴿يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ [النحل: 50].
فهذه العبارة تحتاج إلى مراجعة وضبط بارك الله فيك. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.