قد أغواني الشيطان وزين لي الكثير من الموبقات بما فيها الشرك بالله، فهل لي من توبة؟ أفيدوني أفادكم الله.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فلو بلغت ذنوبك عنان السماء، ثم تبت إلى الله توبةً صادقةً نصوحًا لتقَبَّل الله توبتَك وبدَّل سيئاتِك حسنات(1).
ولو جئت ربك بقُراب الأرض خطايا ثم أخلصت في توبتك إليه وفي ضراعتك بين يديه، لأتاك بقُرابها مغفرة(2). فمن ذا الذي يمنعك من التوبة؟! فالبدار البدار. التوبة التوبة. الآن الآن.
الآن لحظة قراءة هذا الجواب وليس بعدها؛ فقد قال تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 133]، فلا يعظم ذنب على التوبةِ ولو كان شركًا؛ فقد قال تعالى: { قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ } [الأنفال: 38].
وللتوبة النصوح أركان: إصلاح الماضي بالندم، وإصلاح الحاضر بالإقلاع الفوري عن المعصية، وإصلاح المستقبل بالعزم على عدم العودة إلى شيء من ذلك في المستقبل، والتحلل من المظالم، وإرجاع الحقوق إلى أصحابها؛ فإن عجزت عن الوصول إليهم تصدَّق بها نيابة عنهم.
وأسأل الله أن يتقبل توبتك، وأن يغسل حوبتك، وأن يقيل عثرتك. والله تعالى أعلى وأعلم.
________________________
(1) فقد أخرج الترمذي في كتاب «الدعوات» باب «في فضل التوبة والاستغفار وما ذكر من رحمة الله» حديث (3540) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلَا أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلَا أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لَأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً»، وقال الترمذي: «هذا حديث حسن»، وذكره ابن مفلح في «الآداب الشرعية» (1/ 114) وقال: «أخرجه الترمذي وهو حديث حسن».
(2) فقد أخرج الترمذي في كتاب «الدعوات» باب «في فضل التوبة والاستغفار وما ذكر من رحمة الله» حديث (3540) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلَا أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلَا أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لَأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً»، وقال الترمذي: «هذا حديث حسن»، وذكره ابن مفلح في «الآداب الشرعية» (1/ 114) وقال: «أخرجه الترمذي وهو حديث حسن».