أرجو الإفادة في شرعيَّة الأبراج وعلم الفلك؛ لأنني أجد الكثيرَ من الناس يقرأ «بُرْجك اليوم»، فهل هذا مُباح، أم مكروه، أم مُحرَّم؟ وبعض الأبراج يأتي بصفات الإنسان؛ فكلُّ برج له صفاتٌ مُعيَّنة، فهل من قام بهذا عَلِم أن ذلك بِدعةٌ أم أنه يُخالف بذلك أحكامَ الشَّرع؟ أرجو الإفادة في هذا الموضوع.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن الاستدلالَ بالأحوال الفلكيَّة على الحوادث الأرضيَّة فِعلُ الـمُنجِّمين، وقد علمتَ أن: «مَنْ أَتَى كَاهِنًا أَوْ عَرَّافًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ»(1)، وإن لم يُصدِّقه لم تُقبَل له صلاةُ أربعين يومًا(2)، وما مِن بُرجٍ من هذه الأبراج إلا ويُولد فيه جميعُ الأنماط التي يتحدَّثون عنها ويَرْجمون بالغيب فيها.
ولا أعرف هذا الأمر علمًا مُنضبطًا يجري على سنن وقواعدَ بعيدًا عن هذا التَّنْجيم، فكُفَّ نفسَك عن هذا العبث، واشتغِلْ بما ينفعك. بارك الله فيك ونفع بك. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
ـــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه بلفظه وتمامه أحمد في «مسنده» (2/429) حديث (9532)، وبنحوه أبو داود في كتاب «الطب» باب «في الكاهن» حديث (3904)، والترمذي في كتاب «الطهارة» باب «ما جاء في كراهية إتيان الحائض» حديث (135)، وابن ماجه في كتاب «الطهارة وسننها» باب «النهي عن إتيان الحائض» حديث (639)، كلٌّ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، وصححه الألباني في «مشكاة المصابيح» حديث (551)، وذكره في «صحيح الجامع» حديث (5939).
(2) فقد أخرج مسلم في كتاب «السلام» باب «تحريم الكهانة وإتيان الكاهن» حديث (2230) من حديث بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، عن النبي صلى الله عليه وسلم  قال: «مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ لَـمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً».