حول اسم الله تعالى (الديان)

هل الديان اسم من أسماء الله؟ وما معناه؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن الديان من أسماء الله عز و جل ، ومعناه الحاسب المجازي، أو الحكم القاضي، قال ابن الأثير في كتابه «النهاية في غريب الأثر»: «في أسماء الله تعالى (الديان) قيل: هو القهار. وقيل: هو الحاكم والقاضي، وهو فعَّال، مِن دان الناس: أي قهرهم على الطاعة»(1).
وقال ابن منظور : في «لسان العرب»: «الديان: من أسماء الله عز و جل ، ومعناه: الحَكَم والقاضي»(2).
وممن ذكر الديان في أسماء الله تعالى من علماء السلف ابن منده في كتاب «التوحيد» حيث قال رحمه الله تعالى: «ومن أسماء الله عز و جل : الدائم، والدافع، والديان، قال عمر رضي الله عنه : ويل لديان الأرض من ديَّان السماء(3)»(4).
ومنهم ابن القيم في «النونية» حيث قال:

  • مَن وافق الكونِيَّ وافق سُخْطه
  •  إذ لم يوافق طاعة الديان(5)

 

ومنهم البيهقي في «الأسماء والصفات»، وذكر من الأحاديث ما يدلل على ذلك:
منها: عن عبد الله بن أنيس رضي الله عنه : أنه سمع النبي ﷺ يقول: «يَحشُرُ اللهُ العِبادَ يَوْمَ القِيامَةِ- أو قال: النَّاسَ- عُراة غرلًا بُهْمًا». قال: قلنا: وما بُهْمًا؟ قال: «لَيْسَ مَعَهُم شَيْءٌ، ثم يُنادِيهم بِصَوْتٍ يَسمَعُهُ مَنْ بَعُدَ كَما يَسمَعُهُ مَنْ قَرُبَ: أَنَا الدَّيَّان، أَنَا المَلِكُ، لا ينبغي لِأَحَدٍ مِنْ أهلِ النَّارِ أَنْ يَدخُلَ النَّارَ وَلَهُ عِندَ أَحَدٍ مَنْ أَهْلِ الجَنَّةِ حَقٌّ حَتَّى أَقُصَّهُ مِنهُ، وَلَا يَنْبغِي لِأَحَدٍ مَنْ أَهْلِ الجَنَّةِ أَنْ يَدخُلَ الجَنَّةَ وَلِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ عِنْدَهُ حَقُّ حَتَّى أَقُصَّهُ مِنهُ، حتَّى اللَّطْمَة». قال: قلنا: كيف وإننا نأتي عراة غرلًا بُهمًا؟ قال: «الحَسَناتُ والسَّيِّئَاتُ»(6). والله تعالى أعلى وأعلم.

_______________

(1) «النهاية في غريب الأثر» (2/148).

(2) «لسان العرب» مادة: (دين).

(3) أخرجه أحمد في «الزهد» ص125.

(4) «التوحيد» لابن منده (1/342).

(5) البيت من بحر الكامل.

(6) أخرجه أحمد في «مسنده» (3/495) حديث (16085)، والحاكم في «مستدركه» (2/475) حديث (3638)، وقال الحاكم: «صحيح الإسناد ولم يخرجاه»، وذكره المنذري في «الترغيب والترهيب» (4/218) وقال: «رواه أحمد بإسناد حسن».

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend