هل حبُّ الله تعالى من أجل دخول الجنة شِرْكٌ؟ وهل يُنسب هذا الكلامُ للشيخ الشَّعراوى؟ وجزاكم اللهُ خَيْرًا.
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فنحن نحبُّ الله عز وجل لأنه أهلٌ لهذا الحبِّ، ونُحبُّه عز وجل ونحمده ونُثني عليه الخيرَ كلَّه لأنه الـمُنعِم الكريم الحنَّان المنَّان.
ونحن نرجو بمحبَّتِنا له أن يُكرمنا بعفوِه ومرضاته ومجاورته في دار كرامته يوم القيامة، وليس شيءٌ من ذلك من قبيل الشِّرْك، فالصَّالِحون يدعون ربَّهم رَغَبًا ورهبا(1)، وتتجافى جنوبُهم عن المضاجع يدعون ربَّهم خوفًا وطمعًا(2).
ولا أدري إن كان قد نُسب إلى الشَّيخ الشَّعراوي خلاف هذه الحقائق، وأرجو أن تشتغلَ بما ينفعك، وألا تُفتِّش على هذا النَّحْو في مواريث الآخرين. زادك اللهُ حرصًا وتوفيقًا، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) قال تعالى: ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ﴾ [الأنبياء: 90].
(2) قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ * تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ﴾ [السجدة: 15- 16].