المواصفات التي يختار على أساسها حديث العهد بالإسلام قيادته الإسلامية

توجد مجموعات مختلفة داخل السجن، على سبيل المثال: سني، أمة الإسلام، جمعية المسلمين الأمريكيين، أنصار الله، الشيعة، أمة الإسلام الجديدة.
فما هي المواصفات التي يختار على أساسها حديث العهد بالإسلام قيادته الإسلامية؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
الأصل في المسلم أن يستقيم على الكتاب والسنة، وأن يصحب من الأفراد والجماعات ما كان أقرب إلى الكتاب والسنة، وأن يكون قربه أو بعده من الأفراد والجماعات بقدر قرب هؤلاء أو بعدهم من الكتاب والسنة، وهذا يقتضي من حديث العهد بالإسلام أن يجمع همته في البداية على طلب العلم الشرعي الصحيح وأن يطلبه من مظانه وعلى يد أهله، حتى يمسك بيده المعيار الذي يقوِّم على أساسه الأفراد والتجمعات.
وعليه ألا يشغل نفسه في أول الطلب بتتبع فروع الاختلافات بين هذه التجمعات المختلفة، فإن هذا مما تضيع به الأعمار ويتشتت به طالب العلم ويدخله في معارك طاحنة، خير له أن يصون وقته وحياته عنها.
وإذا كان يلزم لطالب العلم أن يتخذ له معلمًا يتلقى على يده العلم ويستفيد منه السمت والهدي- لأن الأصل في علوم الشريعة هو المشافهة والتلقي المباشر- فإنه لا يلزمه أن يتخذ قيادة تنظيمية على النحو الذي يقع في هذه التجمعات، بل إن مردَّ ذلك إلى ما يترتب عليه من المصلحة أو المفسدة.
ثم إن انتمى إلى بعض هذه التجمعات فإن ذلك مرهون بأمرين:
أولهما: أن يختار من هذه التجمعات ما كان أقرب إلى الكتاب والسنة، وما كان أبعد عن التعصب للرجال والشعارات.
وثانيهما: أن يتجنب عقد الولاء والبراء على أسماء هذه التجمعات أو شعاراتها، فإن ذلك من التعصب الممقوت الذي يسخطه الله ورسوله.
فقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية : عن جماعة من الناس يسمون حزبًا ويتخذون لهم رأسًا ويدعون إلى بعض الأشياء فقال: الأحزاب التي أهلُها مجمعون على ما أمر الله به ورسوله من غير زيادة ولا نقصان فهم مؤمنون، لهم ما لهم وعليهم ما عليهم، وإن كانوا زادوا في ذلك ونقصوا؛ مثل التعصب لمن دخل في حزبهم بالحق والباطل، والإعراض عمن لم يدخل في حزبهم، سواء كان على الحق أو الباطل، فهذا من التفرق الذي ذمه الله تعالى ورسوله. والله تعالى أعلى وأعلم.

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend