التعرض لمقالات الفرق المنحرفة في معرض التعليم والتصنيف

أنا أزهري منذ طفولتي حتى الدكتوراه، وجدت العلامة الآمدي في الشروح يذكر جميعَ الأقوال ثم يفند بعد ذلك، وفي قليلِ القليل من المسَّائل رجَّح أقوال المنحرفين وذَكَر الدليل. فهل يحقُّ لمثلي عند كتابة بحثٍ في صورة كتابٍ لطلاب العلم فِعلُ ذلك، أنا لا أتحدث عن حربٍ أو الرد على الفئات الضالة بل عن تفنيد الاجتهادات فقط.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فحيَّاكم اللهُ ونفع بكم، وكما لا يخفى على فضيلتكم أن الميراث العلميَّ مشتركٌ عام بين الأُمَّة، وكتاب مفتوح للناس كافةً، ويبقى بعد ذلك كيف نتعامل معه؟ وما الذي نأخذه منه؟ وما الذي نذره؟
لا حرج في أن تتعرَّض فضيلتكم لمقالات بعض الفرق المنحرفة في معرض التعليم والتصنيف مع المناقشة لها والتفنيد لمزاعمها، مع التأكيد في كلِّ مَرَّة لطلاب العلم أن الحقَّ في الجملة هو ما كان عليه النَّبيُّ ﷺ وأصحابه، ثم نقله عنهم فيما بعد أئمة الهدى من علماء السنة المهديين، وأن هذا هو سبيل المؤمنين، وصراط الذين أنعم الله عليهم، وأنه مُخالِفٌ في الجملة لسُبُل الملل والنحل المنحرفة عن الحقِّ.
ووجه التأكيد على ذلك أيُّها الحبيب- وقد نشأتُ مثلك في نطاق مؤسَّستنا الحبيبة الأزهر التي نكنُّ لتاريخها كلَّ تقديرٍ وامتنان- أنه في غمرة الحديث عن مقالات الإسلاميين تضعف الحواجزُ في بعض الأحيان بين السنة والبدعة، ويرق حاجزُ الولاء والبراء بين الحقِّ والباطل، من أجل هذا تأتي أهمية هذا التنبيه. بارك الله فيكم ونفع الله بكم. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   09 آداب العلم وطرق تحصيله

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend