قراءة الأذكار خوفًا من الطرد من العمل

قلتم لي أن أقرأ أدعية الصباح والمساء لأنني أخاف الطرد من العمل؛ لماذا؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فلقد ذكرنا لك ذلك في إطار جملة من التَّدابير لتخرجك من حالة الهلع التي تمرُّ بها، فلا يُعين على الخروج منها إلا مداومة الذِّكْر ومداومة المراقبة، وتجنب الغفلة والذُّنوب بارك اللهُ فيك.
واعلم أيُّها الموفق أن المؤمنَ الحقَّ يسكن إلى تدبير الله عز و جل  الكونيِّ، ويعلم أن ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، وأن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه(1)، فتطمئن نفسه، ويسلمها لتدبير ربِّه، ويُوقن أن اختيارَ الله له أولى من اختياره لنفسه.
أسأل اللهَ أن يمسح عليك بيمينه الشَّافية، وأن يجمع لك بين الأجر والعافية. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

_______________

(1) فقد أخرج أحمد في «مسنده» (5/189) حديث (21696)، وأبو داود في كتاب «السنة» باب «في القدر» حديث (4699)، وابن ماجه في «المقدمة» باب «في القدر» حديث (77)، وابن حبان في «صحيحه» (2/505- 506) حديث (727)، عن ابن الديلمي قال: أتيت أبيَّ بن كعب فقلت له: وقع في نفسي شيء من القدر فحدِّثني بشيء لعله أن يذهب من قلبي فقال: «إِنَّ اللهَ لَوْ عَذَّبَ أَهْلَ سَمَاوَاتِهِ وَأَهْلَ أَرْضِهِ عَذَّبَهُمْ غَيْرَ ظَالِـمٍ لَـهُمْ، وَلَوْ رَحِمَهُمْ كَانَتْ رَحْمَتُهُ خَيْرًا لَـهُمْ مِنْ أَعْمَالِـهِمْ، وَلَوْ أَنْفَقْتَ مِثْلَ أُحُدٍ فِي سَبِيلِ الله مَا قَبِلَهُ اللهُ مِنْكَ حَتَّى تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ وَتَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَـمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَأَنَّ مَا أَخْطَأَكَ لَـمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، وَلَوْ مُتَّ عَلَى غَيْرِ هَذَا لَدَخَلْتَ النَّارَ».

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend