أتمنى من الله أن يُوفِّقك في دعوة المنتسبين لأهل العِلْمِ أن يحفظوا ألسنَتَهم من التجريح، سواء لرموز الإسلام ولأهل العِلْمِ أو لبعضهم البعض أو لمن مات منهم.
كما قالوا: «شرُّ البليَّة ما يُضحك»، كنت أستمع لشريطِ أحد المحاضرين وأنا لا أنكر أنه مُفيدٌ، ولكن من السهل عليه أن يُهاجِمَ غيرَه حتى ولو كان من الرموز أمثال صاحب الظلال، والأمر دائمًا ما يخرج عن نطاق تبيان الحق وإنكار الباطل.
المهم أنه في ذلك الشريط كان يشكو للحاضرين أنه وجد كتابًا يتهجَّم عليه. فُعل به ما كان يفعلُ!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإنه ليس شيءٌ أعجلَ عقابًا من البغي وقطيعة الرحم، لو أنصفوا أُنْصِفُوا، ولو بغى حبلٌ على حبلٍ لدكَّ اللهُ الباغيَ منهما؛ فقد قال ﷺ: ««لَيْسَ شَيْءٌ أُطِيعَ اللهُ فِيهِ أَعْجَلَ ثَوَابًا مِنْ صِلَةِ الرَّحِمِ، وَلَيْسَ شَيْءٌ أَعْجَلَ عِقَابًا مِنَ الْبَغْيِ وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ، وَالْيَمِينِ الْفَاجِرَةِ تَدَعُ الدِّيَارَ بَلَاقِعَ(1)»(2).
ورحم اللهُ الشافعيَّ إذ يقول:
|
|
|
نسأل اللهَ لنا ولكم العافية، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
___________________
(1) بلاقع: جمع «بلقع»، وهي الأرض القفراء التي لا شيء فيها.
(2) أخرجه بلفظه البيهقي في «الكبرى» (10/35) حديث (19655) من حديث أبي هريرة ، وأخرجه الطبراني في «الأوسط» (2/19) حديث (1092) من حديث أبي هريرة أيضًا بلفظ: «إن أعجل الطاعة ثوابًا صلة الرحم، وإن أهل البيت ليكونون فُجَّارا فتَنمُوا أموالهم ويكثر عددهم إذا وصلوا أرحامَهم، وإن أعجل المعصية عقوبةً البغيُ والخيانة، واليمين الغموس تُذهب المال وتقل في الرحم وتذر الديار بلاقع»، وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» (4/180) وقال: «رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو الدهماء الأصعب وثقه النفيدي وضعفه ابن حبان».