هل يجوز الاجتماعُ وحضورُ درسِ علمٍ في يوم عرفة، حيث إن الدرسَ معاده قبل يوم عرفة والنَّاسُ قد طلبوا من الشَّيخ أن يجعلَ لهم الدرسَ يوم عرفة بعد العصر، وبعد الدرس يَدْعُو الشيخ وينصرف. فهل هذا العملُ بدعة؛ لأننا خصَّصنا يومَ عرفة أم ماذا؟ وجزاكم اللهُ خَيْرًا.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فقد تحدَّث أهلُ العِلْمِ عن التعريف لغير الحاجِّ، أي الاجتماع المقصود عشيَّة عرفة للذِّكر والدعاء من غير الحجيج تشبُّهًا بالحجيج، فإن كان هذا هو المقصود فينبغي تَرْكُه، فقد مكث نبيُّك ﷺ تسعَ سنين لم يَحُجَّ ولم يُنقل عنه أنه فعل ذلك، وقد وردت آثارٌ عن السلف بمَنْعه، قال شيخُ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله تعالى: «فإنَّ الـمُداوَمةَ في الـجماعاتِ على غيرِ السُّنَنِ المشروعة بِدْعَةٌ؛ كالأَذانِ في العيدَيْنِ، والقُنُوتِ في الصلوات الخمسِ، والدُّعاءِ الـمُجتمَعِ عليه أَدْبار الصلواتِ الخَمْسِ أو البَرْدَيْنِ منها، والتَّعْريفِ المُداوَمِ عليه في الأمصار؛ فإن مُضاهاةَ غيرِ المَسْنونِ بالمسنونِ بِدْعَةٌ مكروهةٌ كما دَلَّ عليه الكتابُ والسُّنَّةُ والآثارُ والقياسُ»(1).
أمَّا إذا كان ذلك اتِّفاقًا من غير مداومةٍ ولا قصدٍ إلى التعريف فأرجو ألا حرج في ذلك إن شاء اللهُ، فإن التماسَ الذِّكرِ عامةً في هذا اليوم وأمثالِه مشروعٌ. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

______________________

(1) «مجموع الفتاوى» (20/197).