كم أنا سعيد أنني استطعت الحصول على إيميلك الشخصي؛ لأنني لا أريد نشر سؤالي بمواقع الإنترنت؛ لأنه يحتوي على روابط لمواقع أخرى؛ لذلك أرجو عدم النشر.
كنت طالبًا مجتهدًا بالمدرسة، اليوم عمري تقريبًا تسع وعشرون سنة، وما زلت أطمح أن تكون عندي شهادة جامعية، وحصلت على شهادة الثانوية العامة بمعدل عالٍ جدًّا, لم أكمل تعليمي الجامعي بسبب الظروف, عملت دورتين باللغة الإنكليزية بالجامعة، وحصلت أيضًا على علامات عالية, أقرأ باللغة الإنكليزية وأستمع إليها أحيانًا وأحفظ كلمات جديدة, وأنا جيد في هذه اللغة.
قرأت عن بعض الجامعات التي تمنح درجات جامعية عن طريق معادلة الخبرات كما يدعون, وأظن والله أعلم أنه من الممكن العمل بهذه الشهادات في القطاع الخاص كما يدعون.
هل حرام الحصول على هذه الشهادة؟ وهل يعد ذلك شراء شهادات ويكون الراتب الذي أحصل عليه بعد العمل بها حرامًا؟
هل يكفي ما عندي من إلمام باللغة الإنكليزية للحصول على لقب باللغة الإنكليزية عن طريق معادلة الخبرات؟
فلنفرض أنني عملت بشركة معينة أو معلمًا بمدرسة, هل تضر هذه الشهادات، فمن الممكن أن تكون غير معترف بها من جهة حكومية؟
أظن أن هذه الشهادات غير معترف بها عن طريق وزارة التعليم العالي ببلدي, وأعتقد أنه ممكن- والله أعلم- أن أعمل لها معادلة من جامعة معترف بها بوزارة التربية والتعليم. هل العمل بالشهادة الجديدة المعادلة والمعترف بها في القطاع الحكومي يكون حرامًا أم حلالًا؟
ما هي المقاييس والمعايير لكل ذلك حتى لا أقع في الحرام ويكون عملي بعد ذلك حلالًا إن شاء الله تعالى.
افرِض أنني تقدمتُ للحصول على لقب جامعي باللغة الإنكليزية، وحصلت عليه بهذه الطريقة التي يسمونها معادلة الخبرات، وعملت بالشهادة هذه، ما حكم الشهادة؟ وأيضًا المنصب، حيث سيعرف الجميع أنه معي لقب باللغة الإنكليزية ولا أنوي أن أقول: إنه عن طريق معادلة الخبرات؛ لأن ذلك يُحرجني؟
أيضًا ممكنٌ عملُ معادلة لهذا اللقب من جامعةٍ مُعترَفٍ بها, ما حكم العمل باللقب الجديد المعترف به الذي سيكون من غير دراسة أيضًا؟
طبعًا أنا ذكرت اللغة الإنكليزية لأنني جيد فيها، وممكن طلب معادلة للقب بها, وممكن أن يكون لقبٌ آخر. ما هي المقاييس لذلك؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن ««الْـمُتَشَبِّع بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلَابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ»»(1)، ومعناه: أن المتكثر بما ليس عنده بأن يُظهر أنه قد حاز ما لم يَحُزه، يتكثر بذلك عند الناس، ويتزين بالباطل، فهو مذموم كما يُذم مَن لبس ثوبي زور.
ولقد اطلعت على بعض الروابط المرفقة، فوجدت فيها عمليات غشٍّ وتزوير منظمة، لا ينبغي لأحد من أهل الدين أن يَلِجَ في هذه المضايق.
إن العالم قد اصطلح على معايير معينة للدرجات العلمية، وعلى سنواتٍ ينفقها الدارس من عمره لتحصيل هذه الدرجات، كما اصطلح على ما يسمى بالدرجات الفخرية التي تُمنَح لأصحاب المواهب المتميزة، ولكن يكتب عليها أنها فخرية، وتصدر إلى حَمَلتها وإلى الناس على هذا الأساس.
أما أن تقول للناس: إنك تحمل درجة الدكتوراه في اللغة الإنكليزية مثلًا ومؤهلاتك التي حصلت بها على هذا اللقب مبلغ دفعته وورقة سُوِّدت لك، والعمر الزمني لهذا المشهد الدرامي أسبوعان، فهذا لعمر الله العجب العجاب! بل محض الإفك والبهتان! أسمعت بإفك كهذا الإفك؟ أو تزوير كهذا التزوير؟!
إن أردت يا بني درجة علمية فَأْتِ الأمر من بابه، وابذل له ما يبذله الدارسون المُجِدُّون، وإلا فاقنع بما قسم الله لك، واعلم أن هذه الألقاب لن تُدخل أحدًا الجنة ولن تُنجي أحدًا من نار، {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ} [آل عمران: 185] وقانا الله وإياك شرَّ أنفسنا، وحملنا وإياك في أحمد الأمور عنده وأجملها عاقبة، والله تعالى أعلى وأعلم.
_______________
(1) متفق عليه؛ أخرجه البخاري في كتاب «النكاح» باب «المتشبع بما لم ينل وما ينهى من افتخار الضرة» حديث (5219)، ومسلم في كتاب «اللباس والزينة» باب «النهي عن التزوير في اللباس وغيره والتشبع بما لم يعط» حديث (2130)، من حديث أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنه .