في طور الأحداث والمظاهرات في أنحاء العالم، كفانا الله شرَّ هذه الفتن، نُشِر بحثٌ عن أن المهدي حيٌّ يزرق، ويناقش الكاتب أدلة لمن يقرؤها يجد تفسيرًا كاملًا على الأحداث، ولكن علمنا أنه لا يعلم الغيب إلا الله، فأرجو رأي فضيلتكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن المهدي حقيقة لا خرافة، وقد صحَّت فيه الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، بل بلغت مبلغ التواتر المعنوي، كما نص على ذلك بعض أهل العلم، نذكر منها: حديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعًا: «لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا يَوْمٌ لَطَوَّلَ اللهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ، حَتَّى يَبْعَثَ فِيهِ رَجُلًا مِنِّي أو مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي، وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمَ أَبِي، يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا»(1).
ولم يأتِ في هذه الأحاديث تعيين زمنه، إلا أنه يخرج قبل خروج الدجال، أما التنصيص على وجوده الآن، وأنه بعينه هذا الرجل من الناس، فذلك من الرجم بالغيب، والقول على الله بغير علم، وينبغي عدم الاسترسال مع مثل هذه الأقاويل، والله تعالى أعلى وأعلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه أبو داود في كتاب «المهدي» حديث (4282)، والترمذي في كتاب «الفتن» باب «ما جاء في المهدي» حديث (2231)، وقال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح».