أولًا: جزاكم الله خيرًا على هذه الخدمة الرائعة.
ثانيًا: اقترب موعد زفافي، ولا أريد أن أرتكب محظورات في زواجي، وشغلتني عدة أسئلة:
1- هل يجوز للرجال استماع أغاني الأفراح المصحوبة بدف؟
2- هل يجوز للنساء استماع أغاني الأفراح المصحوبة بدف يعزفه رجال في أناشيد مسجلة؟
3- هل يجوز جلوس الرجال بمعزل عن نساء يستمعن أغاني الأفراح المصحوبة بدف، ولا شك أن الرجال سيصلهم هذا الصوت؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فنبدأ بتهنئتك مقدمًا فنقول لك: بارك الله لكما، وبارك عليكما، وجمع بينكما في خير، ورزقكما الذرية الصالحة إن شاء الله.
ولا حرج في استخدام الدف في الأفراح؛ لحديث الرُّبيِّع بنت مُعوِّذ بن عفراء قالت: جاء النبي ﷺ يدخل حين بنى عليَّ، فجلس على فراشي كمجلسك مني، فجعلت جويريات لنا يضربن بالدف ويَندُبنَ من قُتلَ من آبائي يوم بدر؛ إذ قالت إحداهن: وفينا نبي يعلم ما في غد. فقال النبي ﷺ: «دَعِي هَذِهِ وَقُولِي بِالَّذِي كُنْتِ تَقُولِينَ»(1)؛ ولحديث عائشة ل: أن النبي ﷺ قال: «أَعْلِنُوا هَذَا النِّكَاحَ، وَاضْرِبُوا عَلَيْهِ بِالْغِرْبَالِ» والغربال: الدف(2)؛ ولقوله ﷺ: «فَصْلٌ بَيْنَ الحَلَالِ وَالْـحَرَامِ: الدُّفُّ، وَالصَّوْتُ فِي النِّكَاحِ»(3).
ولا حرج أن ينشد الرجال في مجالسهم الخاصة ما شاءوا من الأناشيد الحسنة المعنى، سواء أكانت مصحوبة بالدف أم لم تكن، ولا حرج أن ينشد النساء في مجالسهن الخاصة ما شئن من الأناشيد الحسنة المعنى، سواء أكانت مصحوبة بالدف أم لم تكن، وينبغي ألا يصل غناء النساء في مجالسهن للرجال، ولا حرج في الاستماع إلى الأناشيد المسجلة، سواء أكانت مصحوبة بالدف أم لم تكن، زادك الله حِرصًا وتوفيقًا. والله تعالى أعلى وأعلم.
________________
(1) أخرجه البخاري في كتاب «النكاح» باب «ضرب الدف في النكاح والوليمة» حديث (5147).
(2) أخرجه ابن ماجه في كتاب «النكاح» باب «إعلان النكاح» حديث (1895)، وذكره ابن الملقن في «خلاصة البدر المنير» (2/442) وضعف إسناده، وذكره الكناني في «مصباح الزجاجة» (2/105) وقال: «هذا إسناد فيه خالد بن إلياس أبو الهيثم العدوي وهو ضعيف بل نسبه إلى الوضع ابن حبان».
(3) أخرجه أحمد في «مسنده» (3/418) حديث (15489)، والترمذي في كتاب «النكاح» باب «ما جاء في إعلان النكاح» حديث (1088)، وابن ماجه في كتاب «النكاح» باب «إعلان النكاح» حديث (1896) من حديث محمد بن حاطب الجمحي رضي الله عنه ، وقال الترمذي: «حديث حسن».
