ما هو حكم إعطاء المدرس درسًا لمجموعة فتيات؟ وماذا لو كان هذا الدرس خاصًّا، بمعنى أن يعطي المدرس الدرس لفتاة وحدها؟ علمًا بأن عمر الفتاة مثلًا في المرحلة الإعدادية أو الثانوية، مع مراعاة الآتي:
الدَّرس يكون في بيت البنت بحضور أهلها الجالسين بالقرب من ابنتهم والمدرس أثناء الدرس، حيث يراقبون ويسمعون كلَّ كلامهما، كلام المدرس والبنت في حدود الدرس فقط، والبنت تُخبر والدتها وأهلها بأيِّ شيءٍ أو تصرُّف حدث في الدرس.
البنت تلتزم بالحجاب ولكن تكشف عن الوجه لصغر سنِّها، أعلم أنه الأفضل أن يعطي البنتَ الدرسَ مُدرِّسةٌ مثلها إذا تيسَّر ذلك، وأيضًا فمعظم المُدرِّسات من الصعب أن تأتي إلى بيت أحدٍ، وهذا من حقِّها، ومن حقِّ أهلها منعها من الذَّهاب للبيوت.
فهل ما ذكرتُه أفضل أم تذهب البنت لتأخذ دروسًا في مجموعةٍ خارج المنزل، مع وجود الاختلاط، وفي الغالب سيكون المُدرِّسُ رجلًا، وأيضًا خروج البنت من بيتها كثيرًا لحضور الدروس وركوبها المواصلات، ونحو ذلك مما تتعرَّض له الفتاة خارج المنزل. نرجو توجيهات حضراتكم والحكم الشَّرعي في هذه المسألة.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فزادك اللهُ حِرْصًا وتَوْفيقًا، ونُذكِّرك بأن المقصودَ الشَّرعيَّ في هذه المسألة ونظائرها هو الاجتهاد في تحصيل المصالح وتكميلها، وتعطيل المفاسد وتقليلها، وعلى كلِّ حالٍ لا يظهر لنا حرجٌ في إعطاء الـمُدرِّس دروسًا خاصَّةً لمجموعة من الفتيات إذا لم يتيسَّر القيام بهذا العمل من قِبَل مُدرسة، وتحقَّقت الضَّوابط الشَّرعيَّة، من المحافظة على الصِّيانة والحجاب، والاجتهاد في غضِّ البَصَر قدر الطَّاقة، وتجنُّب فضول القول والخضوع به، والاقتصار فيه على ما يكون بالمعروف.
أما مجيء المدرس لفتاةٍ واحدة في حضرة محارمها وتحت مراقبتهم، وعند تعذُّر وجود مُدرِّسة تقوم بهذا العمل ومسيس الحاجة إلى هذه الدروس فلا حرج فيه كذلك، وقد يكون أولى وأقل مفسدةً من خروجها من بيتها للاشتراك في مجموعة بعيدًا عن نظر أهلها ومتابعتهم لها.
ونعود لنؤكِّد أن مقصودَ الشَّارع في هذا كلِّه هو السَّعْي في تحصيل المصالح وتكميلها، وتعطيل المفاسد وتقليلها، وإذا عُرف مقصود الشَّارع سلكنا في تحصيله أوصل الطُّرُق إليه. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.