قال لي شخص: إنه فرضُ عَيْنٍ على المسلم معرفةُ كلِّ أحكام الشَّريعة، مثل أحكام البيوع… إلخ. وإن من يسأل الشيوخَ في أيِّ صغيرةٍ من الأحكام ليس مسلمًا أصلًا، وإنه الأولى من قراءة تفسير القرآن هو قراءة أحكام الشَّريعة، مثل كتاب «فقه السنة» لسيد قطب، وإنه يوجد فرقٌ بين الأحكام والفتاوى، والمسلم حقًّا لا يسأل الشيوخَ في الأحكام التي لا خلاف عليها ويجب أن يبحث عنها بنفسه، هل هو على حقٍّ في أيِّ شيءٍ قاله؟ هل يجب عليَّ أن أُناقشه وأتحمَّل أذاه لي؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فأَنْ يَحُثَّك صاحبُك على طلب العلم ذلك مقصدٌ نبيل، ولكن تفصيلات ما ذكره لك تحتاج إلى مراجعة، بل إن كثيرًا منها يُعَدُّ من قبيل الخطأ المحض، فالعلم علمان:
علم العامَّة، وهو ما لا يسع المسلمَ جَهْلُه من أساسيات العقيدة والشَّريعة، وهو ما يتعلَّق بفروض الأعيان.
وعلم الخاصَّة، وهو ما يُناط بأهل العلم وحَمَلة الشَّريعة، ولا يتوجَّه الخطَّاب به إلى العامَّة، بل هو من فروض الكفايات، ومن احتاج من العامَّة إلى شيءٍ منه سأل عنه أهلَ الذِّكْر، كما قال تعالى:﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النحل: 43].
وبالمناسبة فإن كتابَ «فقه السنة» للسيد سابق وليس لسيد قطب.
والخلاصة أننا ننصحك بالصبر عليه، ولكنه لا يصلح مرجعًا لك فيما يتعلَّق بأمور دينك وطلبك للعلم. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.