لم أعرف في حياتي حبًّا أو حنانًا، حتى فقدتُ الثِّقَة في نفسي، فهل سأحصل عليها في الـجَنَّة؟ وهل المشاعر والحبُّ يوجدان بين الرَّجُل والحُور العين أم هي علاقة حِسِّيَّة فقط؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن في الجَنَّة لأهلها ما يشتهون(1) ولهم فيها ما يدعون: حِسِّيًّا ومعنويًّا(2)، فشمِّر عن ساعد الجِدِّ واعلم أن لك فيها أن تنعمَ فلا تبأس أبدًا، وأن ترضى فلا تسخط أبدًا، واعلم أن الحُورَ العين في الجَنَّة يأخذ بعضهن بأيدي بعضٍ ويتغنَّين بأصواتٍ لم تسمع الخلائقُ بأحسن منها ولا بمثلها: نحن الراضيات فلا نسخط أبدًا! ونحن المقيمات فلا نَظْعن أبدًا! ونحن الخالدات فلا نموت أبدًا! ونحن الناعمات فلا نبأس أبدًا! ونحن خيِّرات حِسان حبيباتٌ لأزواجٍ كرام(3)! جعلنا الله وإياك من أهلها، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
ــــــــــــــــــــــــــ
(1) قال تعالى: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ * وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ﴾ [المرسلات: 41- 42].
(2) قال تعالى: ﴿لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ﴾ [يس: 57].
(3) فقد أخرج أحمد في «مسنده» (1/156) حديث (1342)، والترمذي في كتاب «صفة الجنة» باب «ما جاء في كلام الحور العين» حديث (2564) من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، قال: قال رسول الله ﷺ: «إِنَّ فِي الْـجَنَّةِ لَـمُجْتَمَعًا لِلْحُورِ الْعِينِ يُرَفِّعْنَ بِأَصْوَاتٍ لَـمْ يَسْمَعِ الْـخَلَائِقُ مِثْلَهَا». قال: «يَقُلْنَ: نَحْنُ الْـخَالِدَاتُ فَلَا نَبِيدُ، وَنَحْنُ النَّاعِمَاتُ فَلَا نَبْؤُسُ، وَنَحْنُ الرَّاضِيَاتُ فَلَا نَسْخَطُ، طُوبَى لِـمَنْ كَانَ لَنَا وَكُنَّا لَهُ». وذكره الألباني في «مشكاة المصابيح» (5649) وضعفه.