كيف أتعود على لبس الحجاب في الحر؟

أُحِس باختناق وحرٍّ عندما أرتدي الحجاب، وعندما أكون مع صديقاتي وهم غير واضعين الحجاب أخلعه مثلهم، ما الحل وكيف أتعود عليه رغم أنني لا أصلي دائمًا؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فتذكري يا بنيتي أن الذي أمر بالحجاب هو الله جل جلاله، وأنه قد جعل ذلك آياتٍ تُتلى في كتابه على مدى الزمان كلِّه وعلى مدى المكان كله، وتذكَّري يا بنيتي حرَّ النار يوم القيامة إذا آلمك الحرُّ في الدنيا من الحجاب، وفي زمن النبوة تواصي المنافقون فيما بينهم ألا ينفروا إلى الجهاد في الحرِّ فقال تعالى: ﴿وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ﴾ [التوبة: 81]. وتخيَّري لك يا بنيتي رُفقةً صالحة تذكرك بالله إذا نسيتِ، وتُعينك إذا ذكرت.
ثم نأتي بعد ذلك إلى قضية القضايا ومعضلة المعضلات وهي ترك الصلاة؛ فلا حظَّ في الإسلام لمن ترك الصلاة، ولا سهم في الإسلام لمن ترك الصلاة(1).
هل بلغك يا بنيتي قولُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «العَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلاةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ»(2). وقوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الْكُفْرِ وَالشِّرْكِ تَرْكَ الصَّلَاةِ»(3).
وتأملي في هذه اللقطة القرآنية: ﴿كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ * إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ * فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ (40) عَنِ الْمُجْرِمِينَ * مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ﴾ [المدثر: 38 – 43].
فبادري يا بنيتي بتدارك نفسك قبل فوات الأوان، وأسأل الله أن يردَّك إليه ردًّا جميلًا. والله تعالى أعلى وأعلم.

____________________

(1) أخرجه عبد الرزاق في «مصنفه» (1/ 536) حديث (2038) من قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

(2) أخرجه أحمد في «مسنده» (5/ 346) حديث (22987)، والترمذي في كتاب «الإيمان» باب «ما جاء في ترك الصلاة» حديث (2621)، والنسائي في كتاب «الصلاة» باب «الحكم في تارك الصلاة» حديث (463)، وابن ماجه في كتاب «إقامة الصلاة والسنة فيها» باب «ما جاء فيمن ترك الصلاة» حديث (1079)، والحاكم في «مستدركه» (1/ 48) حديث (11). من حديث بريدة بن الحصيب رضي الله عنه، وقال الترمذي: «حديث حسن صحيح»، وقال الحاكم: «حديث صحيح الإسناد لا تعرف له علة بوجه من الوجوه فقد احتجا جميعًا بعبد الله بن بريدة عن أبيه واحتج مسلم بالحسين بن واقد ولم يخرجاه بهذا اللفظ، ولهذا الحديث شاهد صحيح على شرطهما جميعًا»، وصححه الألباني في «مشكاة المصابيح» حديث (574).

(3) أخرجه مسلم في كتاب «الإيمان» باب «بيان إطلاق اسم الكفر على من ترك الصلاة» حديث (82) من حديث جابر رضي الله عنه.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend