غاضبته زوجته فطلقها طلاقا كنائيا

غاضبته زوجته فطلقها طلاقا كنائيا

السؤال:

شيخي ما حكم من غاضبته زوجته فطلقها طلاقا كنائيا ؟ في إحدى المرات طلب مني زوجي أن أفعل شيئًا

لم أكن أودُّ أن أ فعلَه فقال لي: أنا آمرك أن تفعلي هذا الشيء رغمًا عنك. فقمت بالاتصال بأخي حتى أشتكي إليه،

وفي نفس الوقت التي كنت أكلم فيها أخي قال لي زوجي:

1- أنا وأنت خلاص. 2- خلاص هنا يتوقف كل شيء بيننا. 3- أنا أطلق.

وبعدما سألته عن نيته عما صدر منه قال لي: لم أقل ذلك الكلام من قلبي. فهل يقع هنا طلاق؟

صدقوني أكاد أُجَنُّ خصوصًا بعد الذي قرأته في النت عن الطلاق؛ لأني أعشق زوجي كثيرًا وهو يعشقني،

ولا نريد الانفصالَ أبدًا حتى يفصل بيننا الموت.

الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:

فإن كنت تعشقين زوجك فلماذا لا تُحسنين التبعُّلَ له(1)؟! لماذا يأمرك بشيء فتتصلين بأخيك لتشتكي له؟!

أما علمت أن أمور الزوجين ينبغي أن تكون وَقْفًا عليهما؟! وأن الأهل إذا تدخلوا في كل صغيرة وكبيرة فسد ما بين الزوجين

من وُدٍّ، وتقطع ما بينهما من أواصر؟!

إن كنت قصدت بهذا الدلال فهو دلال قبيح ومنكر، وما كان ينبغي لك ذلك.

أما عن حكم قوله: «أنا وأنت خلاص، أو قوله خلاص هنا يتوقف كل شيء بيننا» فهذا من كنايات الطلاق،

إن قصد به الطلاقَ احتسب الطلاق عليه، وإن لم ينو به الطلاق فهو لغوٌ لا يترتب عليه شيء.

وأما قوله: «أنا أطلق». إذا كان قد قصد به أنه سيفعل ذلك، أو ينبغي أن يفعل ذلك، فهذا توعُّد بالطلاق قد يُنفذه وقد يُخلفه،

ولا يقع به في ذاته طلاق إلا إذا أنفذه بالفعل. أما إن كان قد قصد به تنجيزَ الطلاق احتُسبت عليه طلقة، فكُفَّا عن هذا العبث.

والله تعالى أعلى وأعلم.

___________________
(1) فقد أخرج البيهقي في «شعب الإيمان» (6/ 421) حديث (8743)، وابن عبد البر في «الاستيعاب» (4/1787 – 1788)

حديث (3233) من حديث أسماء بنت يزيد رضي الله عنها: أنها أتت النبي ﷺ وهو بين أصحابه فقالت: بأبي أنت وأمي،

إني وافدة النساء إليك، وأعلم نفسي لك الفداء أنه ما من امرأة كائنة في شرق ولا غرب سمعت بمخرجي هذا

أو لم تسمع إلا وهي على مثل رأيي، إن الله بعثك بالحق إلى الرجال والنساء، فآمنا بك وبإلهك الذي أرسلك،

وإنا معشر النساء محصورات مقصورات، قواعد بيوتكم ومقضى شهواتكم وحاملات أولادكم، وإنكم معاشر الرجال فضلتم علينا

بالجُمع والجماعات، وعيادة المرضى وشهود الجنائز، والحج بعد الحج، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله،

وإن الرجل منكم إذا أخرج حاجًّا أو معتمرًا ومرابطًا حفظنا لكم أموالكم وغزلنا لكم أثوابكم وربينا لكم أولادكم،

فما نشارككم في الأجر يا رسول الله؟ فالتفت النبي ﷺ إلى أصحابه بوجهه كله، ثم قال: «هَلْ سَمِعْتُمْ مَقَالَةَ امْرَأَةٍ قَطُّ

أَحْسَنَ مِنْ مَسْأَلَتِهَا فِي أَمْرِ دِينِهَا مِنْ هَذِهِ؟». فقالوا: يا رسول الله، ما ظنننا أن امرأة تهتدي إلى مثل هذا.

فالتفت النبي ﷺ إليها ثم قال لها: «انَصْرِفِي أَيَّتُهَا الْـمَرْأَةُ وَأَعْلِمِي مَنْ خَلْفَكِ مِنَ النِّسَاءِ أَنْ حسْنَ تَبَعُّلِ إِحْدَاكُنَّ لِزَوْجِهَا

وَطَلَبَهَا مَرْضَاتَهُ وَاتِّبَاعَهَا موَافَقَتَهُ تَعْدِلُ ذَلِكَ كلَّهُ». فأدبرت المرأةُ وهي تهلل وتكبر استبشارًا.

 

يمكنكم الإطلاع على المزيد من فتاوى الطلاق الخاصة بفضيلة الشيخ الدكتور صلاح الصاوي 

كما ويمكنكم متابعة كافة الدروس والمحاضرات والبرامج الخاصة بفضيلة الشيخ الدكتور صلاح الصاوي

تاريخ النشر : 11 يناير, 2023
التصنيفات الموضوعية:   06 الطلاق, 12 فتاوى المرأة المسلمة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend