كيفية التصرف مع زوج خائن

يا فضيلة الشيخ لقد كتبت لكم في الماضي عن أن زوجي يخونني مع عشيقته، وهذا منذ مدة إلى يومنا هذا، ولما تكلمت معه يقول لي دائمًا: لم أستطع أن أتعلق بكِ، ويقول لي بأنه يحبها ولن يستطيع أن يعيش بدونها، ثم اتفقنا على الطلاق، ولكن يا فضيلة الشيخ والديه ليس لهم علم بأن له عشيقة يعيش معها ويأكل عندها كل مساء ويقول بأنه يجامعها، صرح لي بهذا بعد إلحاح مِنِّي عليه بالأسئلة، يا فضيلة الشيخ الشيء الذي يُحيرني هو أنه لا يريد أن يخبر والديه بأننا متفرقين، هل عليَّ إثم إن كتمت ذلك؟ وهم يحسبون أننا نعيش حياة هانئة، لأني تقريبًا كل يوم أذهب لزيارتهم مع ابني وزوجي، وهو لا يريد أن يخبرهم، يقول لي دائمًا هذا يخصنا نحن الاثنين ولا تُدخلي أي أحد في مشاكلنا، يا فضيلة الشيخ هل هذا أيضًا غش لوالديه؟ وماذا يرى الشرع في هذا؟ أريد أن أعود مع ابني إلى الجزائر، الشيء الذي عطلني هو السكن، لقد طلبت من أختي أن تبحث لي عن مسكن، وإن شاء الله تعالى إذا سهَّل الله عليَّ أطلب الطلاق وأعود إلى بلادي بإذن الله تعالى، لأني لم أعد أطيقه ولم أستطع أن أطيقه، لأن ذلك فوق طاقتي، يا فضيلة الشيخ أطلب منكم إن أمكن أن تدعو لي مع المصلين يوم الجمعة على أن يسهل الله عليَّ في طلاقي، وأن يشفيني لأني أصبحت في هذه الآونة الأخيرة متعصبة جدًّا وهو فوق طاقتي، اللهم أفرغ عليَّ صبرًا، أدعو الله العلي القدير أن يوفقكم ويغفر لكم ولوالديكم.


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
أرجو أن تضيفي إلى استشارة الخَلْق استخارةَ الخالق، فإن يئسْتِ من إصلاحه وتبين لك أن الطلاق هو المخرج فعجِّلي في إجراءاته ورتِّبي حياتَك في ضوئه وساعتها لن يكون له عليك من سبيل، والطلاق لا يكون سرًّا بل سيسمع به القاصي والدَّاني لأنه ستترتب عليه حقوق وتبعات ومن أبسطها أنك ستصبحين مهيئة للارتباط بحياة جديدة فلن يستطيع أن يحملك على الكتمان.
الزمي الدعاء واستعيني بالصبر والصلاة واعلمي أن اللهَ أقرب إليك من حبل الوريد وهو أرحم بنا من آبائنا وأمهاتنا. أسأل الله أن يفرغَ على قلبكِ سكينةً وصبرًا وأن يُهيئ لكِ من أمرِكِ رَشَدًا وأن يحملكِ في أحمد الأمور عنده وأجملها عاقبةً؛ اللهم آمين. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 30 يناير, 2012
التصنيفات الموضوعية:   05 النكاح

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend