قطع أم الزوجة المنحرفة سيئة السمعة

تزوجت منذ (15) عامًا بإنسانة على قمة من الأدب والتدين والأخلاق الكريمة والصفات التي أوصى بها دينُنا الحنيف كشروط للارتباط بالزوجة، والحمد لله رزقني منها الذرية الصالحة بثلاثة أطفال من البنين والبنات، وكنا نعيش حياة سعيدة وطيبة مؤسَّسة على الحب والمودة ورضا الله سبحانه وتعالى، وقد عطفتُ عليها وعوَّضتها عن حنان الأب الذي فقدته في صغرها.
ولكن بعد فترة فوجئت بصاعقة هزتني وهزت كل كياني، وهو أن والدتَها امرأة منحرفة سيئة السمعة عاشقة للرجال، وتيقنت من ذلك جيدًا بالشهود وبرؤى العين، وأصبح موقفي في وسط أفراد عائلتي مؤسفًا، وفي نفس الوقت لا أدري ماذا أفعل؟ أصارح زوجتي بما علمت عن أمها أم أقطعها عن والدتها نهائيًّا أم أقطع أولادي نهائيًّا عن معرفتها أو الذهاب إليها؟
لأنني أريد أن أحذفها من حياتي خوفًا على أولادي وعلى زوجتي؛ لأنني بصراحة أصبحت تعيسًا بسبب ذلك، وقد تغيرت تُجاه زوجتي، وأصبحت أكره المنزل في أغلب الأوقات. رجاء، دلوني ماذا أفعل؟ جزاكم الله خيرًا.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فقد تمهَّد في أبجديات القسط والعدل، وسُطر في كتاب ربِّنا كما سُطر في زُبُر الأولين: أنه لا تزر وازرة وزر أخرى، وأن كلَّ نفس بما كسبت رهينة؛ قال تعالى: ﴿أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى *  وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى *  أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى *  وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى *  وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى *  ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى﴾ [النجم: 36 – 41]. فزوجتك ليست مسئولة عن انحراف أمها، ولا تُسأل عن ذلك بحالٍ من الأحوال.
بقي بعد ذلك كيف تقي أولادك من امتداد عدوى هذا الخَطْب إليهم، أرى أن تأتمر في ذلك بينك وبين زوجتك بمعروفٍ، وأن تُصارحها بهدوءٍ، وأن تُرتِّب معها سبل هذه الوقاية، وهي تبدأ بالنصيحة وتنتهي بالاعتزال.
وينبغي على من يُحيطون بك ألا يُشعروك بوطأة هذه الكارثة، وألا يحملوا زوجتك البريئة كِفلًا منها، وهي التي تقول عنها إنها على قمة من الأدب والتدين والأخلاق الكريمة والصفات التي أوصى بها ديننا الحنيف كشروط للارتباط بالزوجة والحمد لله.
وأسأل الله أن يجبر كسرك، وأن يطيب خاطرك، وأن يقيك السوء، وأن يحملكما في أحمد الأمور عنده وأجملها عاقبة. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend