سيدي الفاضل، في الحقيقة أودُّ أن أعرضَ عليكم قصة قد تبدو بادئ الرأي عجيبةً شيئًا ما ولكنها حقيقة وقعت، لذا أرجو أن يتَّسع صدرُكم لتفاصيلها عسى أن أجدَ لديكم الجواب الكافي والقضاء الشافي لها إن شاء الله تعالى.
وذلك أني شاب مغربي أعيش في فرنسا، وقبل حوالي أربع سنوات تعرفت على فتاة مغربية في مثل سني، ثم إن نفسي أوحت إليَّ أنها لا تصلح لي، غير أني لظروف معينة قررت أن أتزوج بها قانونيًّا لأجل أن تحصلَ هي على أوراق الإقامة دون أن أقربها أو تقربني. وبالفعل حدث الزواج أمام الناس وأمام والدي كأنه زواج يضمر الزواج الحقيقي، أعني الدوام والعشرة الصالحة، وذهبنا أولًا إلى البلدية الفرنسية لإتمام قانونية الزواج وحضر شاهدان كما يطلبون أحدهما مغربي والآخر فرنسي لأننا لم نجد مسلمًا آخر ولأن أبي كان مستعجلًا للزواج، ولم نذهب بداية إلى القنصلية المغربية لأنها بعيدة عنا جدًّا.
أقول: تم الزواج قانونيًّا كما يجب وأقيم الفرح والوليمة ولا يعلم بما أضمر أنا والفتاة إلا الله تعالى. ولقد كان الدافع- عَلِم الله- محض الخير وبعد يومين أو ثلاثة تفكَّرت في نفسي ورأيت الفِتَن من حولي لا عاصم منها إلا الله وبعد حوارٍ مع نفسي ثم مع الفتاة استقرَّ الرأي على أن نعكسَ النية من زواجٍ قانونيٍّ فقط للحصول على أوراق الإقامة إلى زواجٍ أساسه الدوام والعِشْرة الصالحة، وهكذا وافقت هي على هذا وأصدَقْتُها مهرها… إلخ، ثم دخلت بها. ثم بعد بضعة أشهر هاجرنا إلى حيث توجد القنصلية وأتممنا الخطوات اللازمة للحصول على عقد مغربي شرعي بحضور زوج خالتها. والآن لديَّ منها طفلان.
السؤال: هل هذا الزواج صحيح شرعًا أم لا؟ فإن كان: لا، فما الحل؟ ولقد حاولت أن أرسل إلى بعض الهيئات لأستفسر عن الأمر لأنه وقع شيء منه في نفسي ولكن لم أتلقَّ الجواب. من أجل ذلك أرجو أن أجدَ لديكم حُسْن الجواب.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
الزواج الذي أضمرت فيه صورية الزواج وعدم نفاذه زواجٌ غير صحيح في باب الديانة، وعندما قررتما أصلاحَ النية كان عليكما أن تعقدَا عقدًا جديدًا ولكنكما لم تفعلَا، ثم استأنفتمَا عقدًا شرعيًّا بعد ذلك أمام القنصلية المغربية، وهو العقد الذي صحَّح الصلة بينكما وجعلها زواجًا شرعيًّا صحيحًا.
أما بالنسبة للأولاد الذين جاءوا في المرحلة السابقة على هذا العقد فإنهم يُنسبون إليك لوجود شبهة الزواج حيث قد ظننتما أن النيةَ وحدها كافيةٌ لتصحيح الأوضاع، المهم أن تحسنا فيما تستأنفاه في مستقبل الزمان، يغفر الله لكما ما كان في الماضي. والله تعالى أعلى وأعلم.