الزواج الصوري

ما حكم من تزوج صوريًّا للحصول على الأوراق الرسمية في الدول الغربية، إلا أنه قرر عدم معاشرتها جنسيًّا لكي يخالف زواج المتعة؟ هل هو مسئول عنها، وعن كل ما تفعله بعد هذا العقد إن زنت مع شخص آخر مثلًا؟ بعض الأشخاص يقولون له بأنه يجب عليه كتابة العقد الإسلامي لكيلا يواجه بعض المشاكل مع بلده الأم، هل عليه كتابته أم أنه أيضًا حرام، علمًا بأنه قرر عدم كتابة العقد الإسلامي حتى وإن واجه تلك المشاكل لأن الأخ يعتقد أن ما فعل (الزواج المدني) حرام؛ لكن لا يعلم درجة تحريمه. هل مثل درجة تحريم الكذب مثلًا وما هي كفارته؟
عندي سؤال آخر وهو: هل يعتبر هذا حقًّا لتلك الدولة، وبالتالي سيحاسب عليه يوم القيامة؛ لأنه لن يستطيع ردَّه في الدنيا؟ أم أنه تلاعبٌ بالعقود؟ أم أنه حق لله، وبالتالي إن شاء الله عذَّبه وإن شاء عفا عنه. وما هي الكفارة رجاءً؟ هل يتزوجها زواجًا أبديًّا؟ وماذا إن رفضت؟ وهل يتزوجها زواجًا حقيقيًّا حتى وإن كانت لا تصلي، تدخن وربما تشرب الخمر؟ أخبروني ماذا أفعل جزاكم الله خيرًا.


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
الزواج الصوري هو الزواج الذي لا يقصد به أطرافه حقيقة الزواج الذي شرعه الله ورسوله، فلا يتقيدون بأركانه وشرائطه، ولا يحرصون على انتفاء موانعه، بل يتفق أطرافه على عدم المعاشرة صراحةً أو ضمنًا، فهو لا يعدو أن يكون إجراءً إداريًّا لتحصيل بعض المصالح أو دفع بعض المفاسد. فهو أشبه ما يكون بنكاح التحليل لا يراد به النكاح حقيقة، بل لتحليل المرأة لمطلقها ثلاثًا.
والزواج الصوري على هذا النحو محرَّم في باب الديانة، لعدم توجه الإرادة إليه، ولخروجه بهذا العقد عن مقاصده الشرعية، ولما يتضمنه من الشروط المنافية لمقصوده، فلا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يقدم عليه.
أما حكمه ظاهرًا فإنه يتوقَّف على مدى ثبوت الصورية أمام القضاء: فإن أقر الطرفان بصورية العقد أو تيقن القاضي بذلك من خلال ما احتفَّ به من ملابسات وقرائن قضى ببطلانه، أما إذا لم تثبت فإنه يحكم بصحته متى تحقَّقت أركان الزواج وانتفت موانعه.
– إذا مسَّت الحاجة إلى تحصيل بعض المصالح التي لا يتسنَّى تحصيلها إلا من خلال الزواج فإن السبيل إلى ذلك هو الزواج الحقيقي الذي تتجه إليه الإرادة حقيقة، فتُستوفى فيه أركانه وشرائطه، وتنتفي موانعه، ويجري على وفاق الشريعة المطهرة، فلا يصرح فيه بالتوقيت، ولا يعبث فيه أحد بغاياته ومقاصده. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 30 يناير, 2012
التصنيفات الموضوعية:   05 النكاح

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend