الانفصال عن الأم في المعيشة من أجل الزوجة

أعيش أنا وأمي وامرأتي في بيتٍ واحد، وأمي تُضايق زوجتي جدًّا، لذا قررتُ أن أعيش في بيتٍ آخر أشتريه بنفسي، ولكن أمي لا تُريد ذلك.
فهل يجوز لي مخالفتُها لأن زوجتي تقول لي: إن من حقِّي أن أعيش في بيتٍ لي أنا. فما التصرف السليم أفادكم الله؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فقد تعبَّدك اللهُ تعالى بمعاشرة زوجتك بالمعروف(1)، كما تعبَّدك بالبرِّ بأمِّك وحُسْن صحابتها(2)، والاستقلال بمنزلٍ للزوجيَّة ما لم يُلحق بالأم مضرةً؛ لكونها مما يحتاج إلى قُربك الدائم ورعايتك المستمرة لها لكبرها أو لزمانتها مثلًا- لا حرج فيه، بل قد يكون هو الأَوْلى في مثل هذه الأزمنة، مع استمرار وُدِّك لأمك وبرِّك بها وتعهُّدك لشئونها مِن قَبْلُ ومِن بَعْد؛ فاجتهد في إقناع أمِّك بذلك وتطييب خاطرها ما استطعت.
ونسأل اللهَ أن يشرحَ صدرها لذلك إن كان خيرًا لك في دينك ودنياك. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

____________________

(1) قال تعالى: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [النساء: 19].

(2) ففي الحديث المتفق عليه؛ الذي أخرجه البخاري في كتاب «الأدب» باب «من أحق الناس بحسن الصحبة» حديث (5971)، ومسلم في كتاب «البر والصلة والآداب» باب «بر الوالدين وأنهما أحق به» حديث (2548) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه  قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم  فقال: يا رسول الله من أحقُّ الناس بحُسن صحابتي؟ قال: «أُمُّكَ». قال: ثم من؟ قال: «أُمُّكَ». قال: ثم من؟ قال: «أُمُّكَ». قال: ثم من؟ قال: «أَبُوكَ».

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend