هل كثرة حديث النفس بالحلف بيمين الطلاق يُعتبر من الوسواس القهري؟

أنا مبتلًى بحديث النفس، وكثرة الحلف بالطَّلاق دون تفكير، أقول مثلًا: «تحرَم عليَّ زوجتي إن فعلت كذا أو لا أكلم فلانًا أو سأفعل كذا». وأعيش في دوامة إذا فكرت في الأمر، ووسوس إليِّ الشيطان بأنه يُمكن أن يكون تحرَّك لساني دون أن أذكر، وكنت متأكدًا بأني لم أحركه.
وفي مرة من المرات وسوس لي الشيطان بالقول: تحرم علي زوجتي إن ذهبت إلى أشخاص كنت تشاجرت معهم، ومرة قلت: تحرم علي أو تطلق لا أذكر بالضبط، وسكت، كل هذا بقلبي حديث نفس، ولكن أعتقد بأن اللسان تحرك دون صوت، ولكن ليس التحرك بالكناية بالشكل الصحيح، وكان تحريك اللسان دون إخراج صوت، بيني وبين نفسي.
هل كثرة حديث النفس بالحلف بيمين الطلاق يُعتبر من الوسواس القهري؟ أرشدوني إلى طريق الصلاح والتخلص من الوسواس.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فلا أنجع في علاج الوسواس من اطِّرَاحِه، وعدم الالتفات إليه، أو التعويل عليه.
واعلم أن الله لا يُحاسب على حديث النفس ما لم يتحول إلى قولٍ أو عمل، ولا يُحاسب صاحبَ الوسواس القهري على طلاقٍ ولو تلفَّظ به إلا إذا قصد إليه عن رضا وطمأنينة؛ لأنه مستغلقٌ عليه بسبب الوساوس طوال الوقت، و«لَا طَلَاقَ فِي إِغْلَاقٍ»(1).
فهوِّن عليك، وتأمل فيما ذكرته لك، وإن اقتضى الأمرُ الرجوعَ إلى الأطباء المتخصصين فلا حرج في ذلك، فـ«فَمَا أَنْزَلَ اللهُ مِنْ دَاءٍ إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ دَوَاءً، عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ»(2).
ونسأل الله أن يجمع لك بين الأجر والعافية. والله تعالى أعلى وأعلم.

________________

(1) أخرجه أحمد في «مسنده» (6/ 276) حديث (26403)، وأبو داود في كتاب «الطلاق» باب «في الطلاق على غلط» حديث (2193)، وابن ماجه في كتاب «الطلاق» باب «طلاق المكره والناسي» حديث (2046)، والحاكم في «مستدركه» (2/ 216) حديث (2802). من حديث عائشة رضي الله عنها، وقال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه»، وحسنه الألباني في «إرواء الغليل» حديث (2047).

(2) أخرجه أحمد في «مسنده» (1/ 413) حديث (3922)، وابن ماجه في كتاب «الطب» باب «ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء» حديث (3438) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وذكره الكناني في «مصباح الزجاجة» (4/ 50) وقال: «هذا إسناد صحيح رجاله ثقات».

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend