الوسوسة في كنايات الطلاق

الوسوسة في كنايات الطلاق

السؤال:

أنا مصابة بوساوس في أمور كثيرة منها الوسوسة في كنايات الطلاق، ويتغير الموضوع وسوسة كل مرة؛

في إحدى المرات وصلت بي وسوسة لاعتقاد أن ابني الذي أنجبته في المستشفى قد تمَّ تغييره بطفل آخر.

الآن أنا مصابة بوسوسة الطلاق من كثرة خوفي من طلاقي وخوفي أن يتركني زوجي،

وأيضًا لأن زوجي أحيانًا يهددني بالطلاق، أصبحت أخاف أن يقع الطلاق، وزادت حالتي سوءًا عندما علمت بطلاق الكناية

والطلاق المعلق.

في إحدى المرات عاملني أهل زوجي بطريقة سيئةٍ جدًّا، فكنت أتناقش أنا وزوجي في موضوع،

وتحدثنا هل أزور أهله أم لا؟ فقال لي: هل أنت تزوجتيني أنا أو أهلي؟ وإذا تزوجتي أهلي اذهبي لهم.

ولا أعتقد أن زوجي من هذا كلام يقصد الطلاق. وعندما قال هذا الكلام خفت أن يكون عنده نية طلاق.

فقلت: أنا تزوجتك أنت ولن أذهب عند أهلك. وبعد دقائق تجدَّد نقاشٌ وقال لي: لو طلب مني أهلي أن تذهبي عندهم

سوف أقول لهم: تكلموا معها هي واطلبوا منها هذا الأمر. فقلت له: عندما يطلبون مني ذلك عندها سوف أقرر أذهب أم لا.\

هل يقع الطلاق بهذا الكلام؟هل إذا زرت أهله يقع طلاق؟ علمًا بأنه طلب مني ذلك وزرت أخته برضاي في المستشفى.

هل إذا زرت أهله في بيوتهم يقع طلاق؟

الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:

فلا يقع طلاق بمثلِ هذه المشاكسات، ولكن هذا سوءُ عشرة وسوءُ خلق، وعدم توفيق.

فأحسني خطابَ زوجك، وأحسني التبَعُّل له(1). وإذا كنت تخافين الطلاق فلماذا تتعاطين أسبابه؟!

اللهم خذ بناصيتها إليك أخذَ الكرام عليك، ورُدَّها إليك ردًّا جميلًا. والله تعالى أعلى وأعلم.

_______________
(1) فقد أخرج البيهقي في «شعب الإيمان» (6/ 421) حديث (8743)، وابن عبد البر في «الاستيعاب» (4/1787 – 1788)

حديث (3233) من حديث أسماء بنت يزيد رضي الله عنها: أنها أتت النبي ﷺ وهو بين أصحابه فقالت: بأبي أنت وأمي،

إني وافدة النساء إليك، وأعلم نفسي لك الفداء أنه ما من امرأة كائنة في شرق ولا غرب سمعت بمخرجي هذا أو لم تسمع

إلا وهي على مثل رأيي، إن الله بعثك بالحق إلى الرجال والنساء، فآمنا بك وبإلهك الذي أرسلك، وإنا معشر النساء محصورات

مقصورات، قواعد بيوتكم ومقضى شهواتكم وحاملات أولادكم، وإنكم معاشر الرجال فُضلتم علينا بالجُمع والجماعات،

وعيادة المرضى وشهود الجنائز، والحج بعد الحج، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله،

وإن الرجل منكم إذا أخرج حاجًّا أو معتمرًا ومرابطًا حفظنا لكم أموالكم وغزلنا لكم أثوابكم وربينا لكم أولادكم،

فما نشارككم في الأجر يا رسول الله؟ فالتفت النبي ﷺ إلى أصحابه بوجهه كله، ثم قال: «هَلْ سَمِعْتُمْ مَقَالَةَ امْرَأَةٍ قَطُّ

أَحْسَنَ مِنْ مَسْأَلَتِهَا فِي أَمْرِ دِينِهَا مِنْ هَذِهِ؟». فقالوا: يا رسول الله، ما ظنننا أن امرأة تهتدي إلى مثل هذا.

فالتفت النبي ﷺ إليها ثم قال لها: «انَصْرِفِي أَيَّتُهَا الْـمَرْأَةُ وَأَعْلِمِي مَنْ خَلْفَكِ مِنَ النِّسَاءِ أَنْ حُسْنَ تَبَعُّلِ إِحْدَاكُنَّ لِزَوْجِهَا

وَطَلَبَهَا مَرْضَاتَهُ وَاتِّبَاعَهَا مُوَافَقَتَهُ تَعْدِلُ ذَلِكَ كُلَّهُ». فأدبرت المرأةُ وهي تهلل وتكبر استبشارًا.

 

يمكنكم الإطلاع على المزيد من فتاوى الطلاق الخاصة بفضيلة الشيخ الدكتور صلاح الصاوي 

كما ويمكنكم متابعة كافة الدروس والمحاضرات والبرامج الخاصة بفضيلة الشيخ الدكتور صلاح الصاوي

تاريخ النشر : 11 يناير, 2023
التصنيفات الموضوعية:   06 الطلاق, غير مصنف

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend