غَيرة نساء الدنيا من الحور العين في الجنة

سؤالنا أنا وزوجتي يا شيخنا عن الحور العين في الجنة: إذا كانت زوجتي في الدنيا هي زوجتي في الجنة إن شاء الله، فهل سيكون لي من نعيم الجنة من الحور العين؟ إن كانت الإجابة بنعم، فهل من حق زوجتي أن تغار منهن في الدنيا لأنهن سيشاركنها زوجها في الجنة؟ وهل يحق لي أن أقول: تكفيني زوجتي ولن ألتفت إلى الحور العين إذا قدر الله لنا الجنة إن شاء الله؟ أم أن كل هذا يدخل في باب الغلو؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فبارك الله لك في أهلك وزادكما مودةً وتوفيقًا، وأرجو أن يطمئن كلاكما أن الجنة دار نعيم محض، فأهلها قد نزع الله ما في صدورهم مِن غِلٍّ(1)، وأذهب عنهم الحزَن(2)، ولهم فيها ما يشتهون، فللنساء ما يشتهين وللرجال ما يشتهون، لن تشعر المرأة بغيرة على زوجها من الحور العين؛ لأن الله ينُشئها خلقًا آخر، فلا تُحِس بمثل هذه الأحاسيس الدنيوية، فينبغي أن يُوفَّر الوقتُ للعمل لدار الكرامة بدلًا من إنفاقه في مثل هذه المنادمات، ونسأل الله لكما التوفيق والسداد. والله تعالى أعلى وأعلم.
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) قال تعالى: ﴿وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [الأعراف: 43].
(2) قال تعالى: ﴿وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ﴾ [فاطر: 34].

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   06 الإيمان باليوم الآخر

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend