الجمع بين عدم خلود الموحدين في النار وبين استبعادهم من الجنة لكبيرة فعلوها

ما هو وجه الجمع بين عدم خلود الموحدين في النار وبين الأحاديث التالية الحديث رقم (2) فيه كلمة «أبدًا»: قال رسول الله ﷺ: «يَا كَعْبُ بْنَ عُجْرَةَ، إِنَّهُ لَنْ يَدْخُلَ الْـجَنَّةَ لَـحْمٌ وَدَمٌ نَبَتَا عَلَى سُحْتٍ، النَّارُ أَوْلَى بِهِ. يَا كَعْبَ بْنَ عُجْرَةَ، النَّاسُ غَادِيَانِ: فَغَادٍ فِي فِكَاكِ نَفْسِهِ فَمُعْتِقُهَا، وَغَادٍ مُوبِقُهَا»(1).
الراوي: كعب بن عجرة، المحدث الألباني، المصدر «صحيح الترغيب»، الصفحة أو الرقم (1729). خلاصة حكم المحدث: صحيح لغيره.
«ثلاثة لا يدخلون الجنة أبدًا: الديوث، والرَّجُلة من النساء، ومدمن الخمر». قالوا: يا رسول الله، أما مدمن الخمر فقد عرفناه، فما الديوث؟ فقال: «الذي لا يُبالي من دخل على أهله». قلنا: فما الرَّجُلة من النساء؟ قال: «التي تتَشبَّه بالرجال»(2). وجزاكم الله خيرًا.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فقد تمهَّد في أصول أهل السنة أن المعاصي من أمور الجاهلية، وإنه لا يكفر فاعلها بارتكابها إلا بالشرك؛ لقول الله:  ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِۦ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَ‌ ٰلِكَ لِمَن يَشَآءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱفْتَرَىٰٓ إِثْمًا عَظِيمًا﴾ [النساء: 48].

وقد تأولوا ما يخالف ذلك بما يتسق معه، فالأحاديث التي تنفي دخول الجنة عمن ارتكب عملًا من الأعمال إما أن تُحمَل على المستَحِلِّ، أو تُحمَل على الخلود بمعنى طول المكث، ومثل ذلك الأحاديث التي تنفي دخول الجنة عمن تورط في كبيرة من الكبائر: فإما أن تحمل على المستحل، أو على معنى أنه لا يدخلها مع السابقين، أو حتى يؤذن فيه بشفاعة الشافعين.
ونحو ذلك من التأويلات التي تجعلها تتفق مع الأصول القطعية التي تقررت من استقراء مختلف النصوص، وأجمع على مضمونها أهل السنة. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   06 الإيمان باليوم الآخر

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend