طلب شفاعة الأنبياء الإثني عشر والدعاء من الصالحين

السؤال

عزيزي الدكتور صلاح الصاوي، أؤلف حاليًا كتابًا عن القديسين الكاثوليك، وعلى حدِّ علمي فإن الإسلام يسمح أن يدعو الناس طالبين شفاعةَ الأنبياء الإثني عشر المكرمين. فهل هذا صحيح؟ وهل يمكن دعاءُ غيرهم من الصالحين طلبًا لشفاعتهم؟

الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:

فلم يتبين لي مقصودك بالأنبياء الإثني عشر المكرمين، فهذه فكرةٌ كنَسيَّةٌ وليست فكرةً إسلامية.

وعدد الأنبياء الذين بعثهم الله عز وجل وفقًا لعقيدة أهل الإسلام قد بلغ مائة ‏ألف وأربعةً وعشرين ألفًا، والرسل منهم: ثلاثمائة وخمسة عشر؛ فقد قال أبو ذر: قلت يا رسول الله: كم وفاء عدة الأنبياء؟ قال: «مِائَةُ أَلْفٍ وَأَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفًا، الرُّسُلُ من ذلك ثَلاثُمِائَةٍ وَخَمْسَةَ عَشَرَ جَمًّا غَفِيرًا»([1]).

وأولوا العزم من الرسل خمسة وهم: نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد. صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

أما طلب الشفاعة من الأنبياء أو الصالحين ففيه تفصيل:

  • فإن كان المقصودُ طلبَ ذلك منهم في حياتهم، أي التماس الدعاء منهم في حياتهم، فذلك مشروع بلا نزاع، وكل أدلة الشريعة شاهدة بصحته.
  • أما إن كان المقصود التماسَ الدعاء منهم بعد موتهم وهم في قبورهم، فهذا لا يشرع وهو من البدع وذرائع الشرك. والله تعالى أعلى وأعلم.

 

 

__________________

([1]) أخرجه الطبراني في «الكبير» (8/217) حديث (7871)، وصححه الألباني في «مشكاة المصابيح» (5737).

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend