أريد أن أعرفَ يا شيخي ماهيَّة الحدود التي تفصل بين الأخذ بالأسباب والاتكال على الله؛ ففي كثيرٍ من الأحيان يتعدَّى الإنسان على إيمانه بالله وعلى اتكاله على قدرته إذا أخذ بالأسباب الدنيوية وأصابه الشطط، والعكس صحيح أيضًا، ففي كثيرٍ من الأحيان يجب على الإنسان التَّصرُّف والأخذ بالأسباب، فعندما قال سيدنا يوسف لصاحبه في السجن: ﴿اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ﴾ [يوسف: 42] أمدَّ الله في سجنه سبع سنوات وذلك لعدم اتِّكاله على الله وعدم الطَّلَب من ربِّ العباد بل من العبد، فمتى يكون الطَّلَب من العبد عدم اتكال على الله ومتى يكون العكس؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإنك إذا كنت في مقام الأسباب واتِّخاذها تجتهد في تحصيلها وإتقانها وكأن الأسبابَ هي كلُّ شيء، وأما عندما تكون في مقام الاتِّكال على الله عز وجل تتجرَّد من الحول والقوة وكأنك لم تأتِ من الأسباب بشيءٍ، فإن التَّعويل على الأسباب الكُلِّيَّة قدح في التَّوْحيد، وإنكار الأسباب بالكُلِّيَّة قدح في العقل، والتَّوفيق أن يعافيك الله من كليهما وأن توازن بين الأمرين على النَّحو الذي ذكر لك في هذا التَّفْصيل السَّابق. زادك الله حرصًا وتوفيقًا. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
التوفيق بين الأخذ بالأسباب والتوكل
تاريخ النشر : 15 أغسطس, 2017
التصنيفات الموضوعية: 01 مقدمات في علم العقيدة والتوحيد