قرأنا في بعض الكتب فوجدنا أن العُلَماء ذكروا أن الإنسان لديه خمس حواس، ومنهم من ذكر أكثر، ولكن لم يذكروا فيما ذكروا العقل والفهم، فعلى حسب ما نعلم أن العقل والفهم من حواس الإنسان، وأنهما نعمتان محسوستان لا ملموستان.
نرجو منكم يا شيخ توضيحًا لهذه المسألة؟ وأيضًا نرجو منكم معلوماتٍ حول العقل والفهم والفرق بينهما، يعني هل الفهم مصاحبٌ للعقل ولا يفترقان ومكانهما واحد؟ وبارك اللهُ فيكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمَّا بعد:
فقد اصطلح النَّاس على أن الحواسَّ الخمس هي السَّمْع والبَصَر والشم والذوق واللمس، أما المعقولات وما يُدرك بالفهم والإدراك فليس من قبيل المحسوسات، وعلى كلِّ حالٍ هذه مسألة اصطلاحيَّة، والعقل يُقصد به الفهم النَّافع، فقد توجد الجارحة ولا ينتفع الإنسان بها! وكم من النَّاس من لهم أعين لا يُبصرون بها، ولهم آذان لا يسمعون بها، ولهم قلوبٌ لا يعقلون بها، وقد قال تعالى عن الكُفَّار: وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ [الأعراف: 179]؛ ولهذا يقول الكُفَّار عن أنفسهم يوم القيامة فيما قصَّه عنهم القرآن الكريم: وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ [الملك: 10].
إن التَّكْليف مرتبطٌ بوجود الحاسة، ولكن النَّجاة ترتبط بالانتفاع بها! زادك اللهُ حِرْصًا وتَوْفيقًا، والله تعالى أعلى وأعلم.
هل العقل والفهم من الحواس؟
تاريخ النشر : 30 يناير, 2012
التصنيفات الموضوعية: 09 آداب العلم وطرق تحصيله