هذا السُّؤال يؤرِّقني دائمًا؛ لأنه يتعلَّق بالرزق؛ لأنني أخاف الله أن يكونَ في رزق أولادي شبهة حرام.
زوجي دكتور جامعي، وقد رزقنا الله بمهمة علميَّة لزوجي في أمريكا، وهو يعمل بعض الأبحاث العلميَّة، وأنت كما تعلم أن الأبحاث العلمية هنا يجب أن تُطبَّق في مجال الصناعة، 70% من أبحاث زوجي في المجال السلمي و30% من أبحاثه في مجال الطيران، حيث إنه يُطبَّق في الطيران المدنيِّ والعسكري (الحربي)، مع العِلْم بأن زوجي لا يُمكنه استبدال هذا النَّوع من الأبحاث. فهل يستمرُّ في عمله هنا أم أنه ينهي هذه الأبحاث ونعود إلى مصر?
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمَّا بعد:
فإن الـمُحرَّم من ذلك هو ما تضمَّن إعانةً مباشرةً أو مقصودةً على إثم أو عدوان، ولا يظهر في عمل زوجك على النَّحو الذي ذكرتِ هذه الإعانة بهذا القيد، ولكن الأمر في الجملة لا يخلو من قدر من الشُّبهة، بحسب نسبة ما تتضمَّنه أبحاثه من إعانة في مجالات عسكرية قد تستخدم استخدامًا ظالمًا في المستقبل، فإذا لم يستطع استبدالَ هذه الأبحاث بغيرها فأرجو أن يسعه عفو الله ، على أن يُحسن النِّيَّة في هذه الأبحاث، فعسى أن تضيف جديدًا نافعًا للأمة والملة، وعلى أن يكثر من الزكوات والصدقات. ونَسْألُ اللهَ لنا وله العافية، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.