تحية طيبة لعلمائنا ومشايخنا في مجمع فقهاء الشَّريعة، والقائمين على الموقع، نسأل الله عز وجل أن يرزقنا وإيَّاهم الإخلاصَ في القول والعمل، وأن يحشرنا وإيَّاهم مع النَّبيِّين والصِّدِّيقين والشُّهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا، اللهم آمين.
مع ما تُعانيه الأمة الإسلاميَّة اليوم من الكيد لها من أعدائها، على اختلافهم واختلاف أساليبهم وطرق مكرهم، نجد مع الأسف الشَّديد كثيرًا من المسلمين، بل ومن طلبةِ علمٍ ما زالوا في العلم حدثاء الأسنان، يَخْطُون خَطَواتِهم الأولى في طلب العلم، يخوض في أعراض أهل العلم والدُّعاة إلى الله عز وجل، أو يتبادلون كتبًا ورسائل من أمثال «القرضاوي في الميزان»، أو غيرها من الكتب والرَّسائل بحُجَّة تبيين الحقِّ والتَّحذير من الأخطاء والبدع. فما هو الحكم الشَّرعي في ذلك؟ وهل ذلك يَخدُم الدَّعوة ويخدم الإسلام؟ راجين من فضيلتكم النَّصيحة لطلبة العلم، وجزاكم اللهُ خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمَّا بعد:
فإن لحوم أهل العلم مسمومةٌ، ومن أطلق لسانه في أهل العلم بالمعيب ابتلاه اللهُ قبل موته بموت القلب.
ولكن توقير أهل العلم لا يتنافى مع الاستدراك عليهم فيما جانبوا فيه الصَّواب، إذا كان من يستدرك أهلًا لذلك، وعلى أن يكون ذلك بالحكمة، وبما لا يتنافى مع ما يجب لهم من التَّوقير والصِّيانة.
وإذا كُنَّا قد أُمرنا أن نقول لعموم النَّاس حسنًا، فإن أولى النَّاس بذلك أهلُ العلم وحملة الشَّريعة، لاسيَّما من كثرت فضائله منهم وعُرف بالسَّابقة والبلاء في نصرة الدِّين. والله تعالى أعلى وأعلم.
سلوك المسلم مع أهل العلم والدعاة
تاريخ النشر : 30 يناير, 2012
التصنيفات الموضوعية: 09 آداب العلم وطرق تحصيله