أعمل مدرسًا بإحدى المدارس الخاصة، طلبت منا المدرسة تجهيز مذكرات للدروس التي نشرحها لطلابنا وتوزيعها على الطلاب، فقمت بالبحث عن طريق الإنترنت عن مذكرات جاهزة وطبعتها.
وجرت العادة في المدرسة بأن يكون التصوير داخل المدرسة، ويتحمل تكلفة تصوير هذه الأوراق الطلاب، وسعر الورقة سبعة قروش.
فهل يجوز لي أن أقوم بتصوير هذه الأوراق خارج المدرسة بسعر خمسة قروش وفارق السعر أستفيد أنا به دون علم الطلاب كنوع من السمسرة؟ وماذا عن صاحب المكتبة التي أصور بها بخمسة قروش؟ هل لي أن أخبره أم لا؟ طبعًا أنا لا أبيع هذه المذكرة، أنا آخذ سعر التصوير فقط. وهل لي أن أكتب اسمي على هذه المذكرات دون الرجوع لصاحبها؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن من بركة العلم نسبته إلى صاحبه، وحقُّ التأليف من الحقوق المعنوية المحترمة، ولا يجوز الاعتداء عليها، وقد صدر بذلك قرارات المجامع الفقهية، ولكن يمكنك بعد نسبتها لصاحبها أن تقول: أعدَّها للنشر فلان، وأنت بهذا تعبر عن الواقع بغير تزيُّد.
أما بالنسبة للتصوير فلا يظهر لي حرج في أخذ هذا المبلغ إذا كان لا يُضيع على المدرسة شيئًا، إلا إذا كانت إدارة المدرسة تتوقع منك أن تقدم هذه الخدمة مجانًا، وكُنتَ قد أقررتهم على توقعهم هذا وتعاملت معهم على هذا الأساس، فلا ينبغي لك أن تأخذ فرق التصوير في هذه الحالة، والإثمُ ما حاك في صدرك وكرهتَ أن يطلع عليه الناس(1)، فإن كنت تستشعر حرجًا لو علمت إدارة المدرسة بذلك فلا تفعله. بارك الله فيك وزادك حرصًا وتوفيقًا. والله تعالى أعلى وأعلم.
____________________
(1) فقد أخرج مسلم في كتاب «البر والصلة والآداب» باب «تفسير البر والإثم» حديث (2553) من حديث النواس بن سمعان الأنصاري رضي الله عنه قال: سألت رسول الله ﷺ عن البر والإثم فقال: «الْبِرُّ حُسْنُ الْـخُلُقِ وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ».