أحمد الله إليك الذي لا إله إلا هو، وأسأله أن تصل رسالتك وأنت بأحسن صحَّة وأفضل حال.
أرجو أن تجيبني على هذا السؤال: أنت تعلم حاجتنا للطبيبات المسلمات المتحجِّبات، وأمتنا تحتاج لمن يطبِّبها وخصوصًا من النساء، ونحن نعلم أنه لا أنا ولا أنت يحبُّ أن يكشف الرجال الأطباء على زوجاتنا وأمهاتنا وأخواتنا حين الولادة أو الكشف عن أعضائهن الداخلية، إن ذلك يصيبنا حقيقة بنوع من الحرج البالغ، ولكنَّ المشكلة أنَّ كليات الطب بنسبة 95% من البلاد الإسلامية مختلطة، ويكون فيها الرجال مع النساء، فهل نُدخل أخواتنا كليات الطب المختلطة إن عدم في البلد الذي أنا موجود فيه كليات طب خاصة بالنساء؟ وكيف السبيل إذا أردنا أن تكون هناك طبيبات متخصصات للنساء وأطباء متخصصون للرجال؟ هل المنع هو الحل الوحيد لمن أرادت أن تدرس الطب ولم تجد إلا كليات مختلطة، أو وجدت كلية غير مختلطة ولكنها بعيدة عن البلد الموجودة فيه، فتكون غير مأمون عليها بعيدة عن أهلها ومحارمها؟ وبهذا فهل يجوز لنا أن نسمح لنسائنا العفيفات بأن يدخلن كليات الطب المختلطة مع الحجاب الكامل ومحاولة البعد قدر الإمكان عن الرجال؟ أرجو الجواب عن سؤالي والله يحفظكم ويرعاكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
الأصل هو إقامة المصالح الشرعية الكلية وإن اعترض في طريقها بعض المناكر الجزئية، وعلى المسلم أن يتقي الله في هذه المناكر ما استطاع، وتعلم الطب من المصالح الكلية لتعلقه بضرورة حفظ النفس وهي من الضرورات الكبرى الرئيسة في الشريعة، فإذا لم يتيسر تعلم الطب إلا في هذه الكليات المختلطة فلا حرج إن شاء الله، وعلى المسلمة أن تحافظ على عفافها وحجابها ما استطاعت، وأن تتجنب الاختلاط إلا بقدر ما تقتضيه ضرورة التعلم، وأن تحسن النية في ذلك. والله تعالى أعلى وأعلم.