السؤال:
فضيلة الدكتور أستاذي العزيز: ربما سمعتم عن شخصية الدكتور عدنان إبراهيم، فأنا أستمع كثيرًا له ومعجب بعلمه وثقافته وبتسامحه مع المذاهب، وهو من مذهب أهل السنة شافعي، والآن أيضًا بدأت أقرأ عن سماحتكم وأجدني معجب بعلمكم وثقافتكم وسيرتكم الذاتية وأنتم من مذهب أهل السنة والجماعة وأعتقد فضيلتكم أيضًا من المذهب الشافعي. أنا مذهبي إباضي لأنه مذهب أهلي.
سؤالي: هل يجوز لي الانتقال إلى مذهب أهل السنة والجماعة بسبب ثقتي في علم فضيلتكم وعلم الدكتور عدنان إبراهيم، أي تأثري بكم، هل هذا السبب يجوز به أن أنتقل إلى مذهبكم؟
وأيضًا لأن مذهب الإباضية مذهب متشدد جدًّا، وأنا ما أعرف الإسلام إلا فيه التسامح والرحمة بين الناس، وهذا أجده أكثر في المذهب الشافعي. هل بهذه الأسباب يجوز لي الانتقال لمذهب فضيلتكم؟ أم أن هذه الأسباب غير كافية ولا يجوز لي بها الانتقال لمذهب أهل السنة؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن الواجب في المذاهب الاعتقادية هو البحث عن الحق والالتزام به، وأهل السنة أعرفُ الناس بالحَقِّ، وأرحمُ الناس بالخَلْق، والتعايش والرفق بالمخالف لا يمنع من أن هناك حقًّا وباطلًا، وأن كل امرئ موقوف بين يدي ربه ومسئول.
فتحرَّ عن الحق أَيُّها المبارك، والزم غَرْزَه، وسل الله في غدوك ورواحك أن يريك الحق حقًّا وأن يرزقك اتباعَه والباطلَ باطلًا وأن يرزقك اجتنابه.
أما المذاهب الفقهية فإن الأمر فيها واسع، لأن الخلاف بينها في قضايا فروعية ومسائل اجتهادية، لا يُضَيَّق فيها على المخالف، من ظهر له رجحانُ أحد القولين عملَ به ولم ينكر على من ظهر له رجحان القول الآخر، والأصل أنه لا يُنْكَرُ المختلف فيه وإنما ينكر المجمع عليه.
أما الدكتور عدنان فلنا إليه رجعة في حديث آخر. والله تعالى أعلى وأعلم.