أنا شاب عمري 18 سنة أدرس في الجامعة مرحلة أولى، وفي الثالث المتوسط (البكالوريا) في ليلة امتحان الكيمياء جاء صديقي إلى البيت وأعطاني عدة أسئلة تخص الامتحان وقال: إن هذه الأسئلة سوف تأتي في الامتحان، وإن مصدرها موثوق، وأنا قد قرأت هذه الأسئلة على أنها أسئلة من المؤكد أنها سوف تأتي لا على أساس أنها أسئلة متوقعة وفعلًا أتت عدة أسئلة منها. وأنا الآن حائر لا أدري إذا كانت هذه الأسئلة هي التي أنجحتني أم لا، لاسيما أن مرحلة الثالث المتوسط هي آخر مرحلة دراسية في المتوسطة. أريد الحل. ولنفرض أن هذه الأسئلة هي التي أنجحتني في مادة الكيمياء- هذا غش بطبيعة الحال- ماذا عليَّ أن أفعل وأنا الآن أدرس في الجامعة؟ هل عليَّ التوبة فقط أم عليَّ أن أقرأ كتاب الكيمياء وأمتحن نفسي به فإن نجحت فإنه كفارة لهذا الغش؟ أفيدوني رجاء.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فقد جاءت النصوص الصريحة الصحيحة بتحريم الغش: ««مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنَّا»»، وما وقع على النحو الذي وصفته من الغش المحرم، فما كان لمثلك أن يقع في مثله، أَمَا وقد وقع هذا المحظور ولا سبيل إلى تفاديه فالواجب الآن هو التوبة الصادقة النصوح والتي تتمثل في: إصلاح الماضي بالندم، وإصلاح الحاضر بالإقلاع عن الذنب، وإصلاح المستقبل بالعزم على عدم العودة إليه مرة أخرى، فإن فعلت ذلك فأرجو أن يسعك عفو الله عز و جل ولا تعد إلى مثلها أبدًا، والله من وراء القصد. والله تعالى أعلى وأعلم.