إن زوجتي تدرس في كلية الفنون التطبيقية قسم تحضير وتجهيز وطباعة المنسوجات، فهي ترسم وتصمم بعض التصميمات ذوات الأرواح مثل الإنسان أو الحيوان، باليد على الورق أو القماش.
فهل هذه الدراسة تدخل في باب التحريم أو اللعن الذي حذَّر منه سيدنا محمد ﷺ(1)؟ وهل يجب عليها ترك هذه الكلية والالتحاق بكلية أخرى؟ علمًا بأنها في السنة الدراسية الثانية وباقٍ لها ثلاث سنوات أخرى لكي تكمل دراستها؟ جزاكم الله خيرًا.

___________________

(1) ففي الحديث المتفق عليه: الذي أخرجه البخاري في كتاب «اللباس» باب «عذاب المصورين يوم القيامة» حديث (5951)، ومسلم في كتاب «اللباس والزينة» باب «تحريم تصوير صورة الحيوان» حديث (2108) من حديث عبد الله بن عمر ب أن رسول الله ﷺ قال: «إِنَّ الَّذِينَ يَصْنَعُونَ هَذِهِ الصُّوَرَ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يُقَالُ لَـهُمْ: أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ».

وفي الحديث المتفق عليه: الذي أخرجه البخاري في كتاب «اللباس» باب «ما وطئ من التصاوير» حديث (5954)، ومسلم في كتاب «اللباس والزينة» باب «تحريم تصوير صورة الحيوان» حديث (2107) من حديث عائشة ل أن النبي ﷺ قال: «أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُضَاهُونَ بِخَلْقِ الله».
وأخرج البخاري في كتاب «الذبائح والصيد» باب «الوسم والعلم في الصورة» حديث (5541) من حديث ابن عمر ب أنه كره تعلم الصورة، وقال: نهى النبي ﷺ أن تُضرب.
وأخرج البخاري أيضًا في كتاب «الطلاق» باب «مهر البغي» حديث (5347) من حديث أبي جحيفة  أن النبي ﷺ لعن الواشمة والمستوشمة… وفيه: ولعن المصورين

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فالظاهر أن مثل هذه الأعمال تدخل في إطار ما نُهي عنه من التصوير، وخيرٌ لأهل الدين ألا يُضيعوا أعمارهم في مثل هذه الدراسات، اللهم إلا إذا وجدت بالكلية أقسام أخرى نافعة لا تتصل بهذا التصوير المنهيِّ عنه، على الأقل بالنسبة لمستقبل خريجيها ومجالات عملهم، فإن كان ذلك كذلك فقد يرخص لمن التحق بهذه الكلية بالفعل في القيام بما لابد له من القيام به من هذا التصوير باعتباره تعيَّن سبيلًا إلى تخرُّجه في هذه الكلية وحمل إجازتها ليعمل بعد ذلك في عملٍ مشروعٍ، كما يُرخص للطالب في دخول الجامعات المختلطة على فساد بيئتها وشيوع المنكرات في أرجائها عندما تتعين سبيلًا للحصول على الشهادة الجامعية.
ونوصيه في ذلك بتقوى الله ما استطاع.
أما من كان في بداية الطريق ويفكر في الالتحاق بهذه الكلية فلا ننصحه بها. والله تعالى أعلى وأعلم.