التقوُّل على الحافظ جلال الدين السيوطي :

في حقيقة الأمر أودُّ تقييمَكم لجلال الدِّين السُّيوطي من مُنطلَق بعضٍ من كتبه التي تناولَتِ الجِنس بإباحيَّةٍ مُطلَقة، وكنت سأضع بين أيديكم أحدَ كتبه ولكن لبذاءة عنوانه لم أفعل، على أية حالٍ بين يديَّ بيتُ الشعر هذا الذي جاء به على وزن آية من سورة «الرحمن»:

  • بَدَا لِي حِرَ رَيَّان وأَلْيَتَان
  •  مَرَجُ البحر فيهما يَلْتَقِيَان

 

فهل بيت الشِّعر هذا هو حقًّا من أقواله؟ إن كانت الإجابة بنعم إذًا كيف تُقيِّمونه كعالمٍ كَتَب في تفسير القرآن والحديث؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن الحافظَ جلال الدِّين السيوطي من كبار علماء المسلمين، وهو صاحب الـمُصنَّفات الكثيرة التي شرَّقَتْ في دنيا الناس وغرَّبت، وهو كغيره من أهل العلم يُؤخذ منه ويُرَدُّ عليه، ويذكر أهلُ العلم على منهجه بعضَ المآخذ، والكمالُ عزيزٌ.
ويبقى أن الـمَرْويَّات التاريخية لم تُحاكم وَفْق قواعد الـجَرْح والتعديل كما حدث مع الـمَرْويات الحديثية، والبيت الذي ذكرته لا يُتصوَّر نسبتُه إلى الحافظ على ما عُرف به من علمٍ وديانة، ولعله مما نُسب إليه، وإذا كان قد تقوَّل الوضَّاعون على رسول الله ﷺ ما لم يَقُلْه، أفلا يتقوَّلون على وَرَثَتِه ومَن جاء مِن بعده مِن حَمَلة شريعته؟!
فاضرب عن هذه المقولات الذِّكر صَفْحًا، واحتفظ بسلامة قلبك تُجاه علماء المسلمين، واشتغِلْ بما ينفعك. زادك اللهُ حِرْصًا وتوفيقًا، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   09 آداب العلم وطرق تحصيله

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend